متى تتزوجين؟ هذا ليس سؤالا ولكنها لوحة زيتية رسمها الفنان بول جوجان، المنتمى لفن "ما بعد الانطباعية" منذ 128 عاما، ولم يكن يتخيل أنها ستباع برقم قياسى تصبح أغلى لوحة فى العالم، بعد رحيله، وهى لوحة تجسد فتاتين وسط مشهد طبيعى حولهم الأشجاء والسماء وكأنها غابة، وسط حالة من تناسق الألوان.
لوحة متى تتزوجين؟، بيعت فى مثل هذا اليوم 7 فبراير من عام 2015، عندما قرر مالكها رودولف ستايهيلن بيعها في مزاد لجهة غير معلومة، بعدما كانت معروضة في كونزتميوزيوم بازل على سبيل الإعارة لمدة نصف قرن، لتحقق اللوجة رقمًا قياسيًا وهو 300 مليون دولار، واللوحة معروضة الآن فى مؤسسة بييلير فى بازل فى إطار معرض استعادى مخصص لأعمال بول جوجان.
ويرجع الفضل فى جعل جوجان رسم تلك اللوحة، عندما تشاجر مع زوجته بسبب عدم شعبية أعماله الفنية، فقرر أن يسافر إلى "تاهينى" عام 1892م، ورسم هناك اللوحة الفنية، وحسب ما أكد نانسى مول كاتب قصة حياة جوجان، أنه كان يصور الناس خلال أعماله وهم فى حالة من الحب والغناء والاستمتاع، وكانهم يعيشون من أجل ذلك فقد، إلى جانب تسليط الضوء على جزيرة تاهيتى التى أغفلها المجتمع الدولي.
بول جوجان رسام فرنسى تخرج من المدرسة الانطباعية، لكنه تمرد عليها، أصبح من المؤسسين لحركات فنية لاحقة، بهدف استكشاف المراحل الأولى من الإبداع، هو بول جوجان، الذى تحل ذكرى رحيله اليوم، إذا رحل فى 8 مايو 1903م.
ولد بول جوجان فى باريس عام 1858 من أب فرنسى وأم من بيرو، ثم رحل والداه إلى البيرو بسبب المناخ السياسى فى تلك الفترة وتوفى والده وجوجان ابن ثلاثة أعوام فعاش هو ووالدته وأخته لمدة أربع سنوات فى بيت خاله ثم عاد إلى فرنسا فى عمر السبع سنوات هذه الفترة التى عاشها فى البيرو أثرت فى فنه فيما بعد.
وظهرت على جوجان اهتمامه بالرسم منذ طفولته، فكان يقضى أوقات فراغه مع الرسم وزيارة المعارض، ومع مرور الوقت تعرف على عدة رسامين، منعم الرسام كاميل بيسارو، ومع تقدم جوجان فى الرسم أستأجر مرسمًا، وكانت بدابة لعرض أعماله الفنية والتى بدأت بالفن الانطباعى من عام 1881 وحتى 1882م.
اتخذ جوجان الرسم مهنة له، حيث أبلغ عائلته أنه سيترك عمله، والتفرغ للرسم بشكل، ولكن ما أن مر عام واحد، حتى اصبح مفلسًا تمامًا، وكانت النتيجة بيع منزل الأسرة، وعادت زوجته إلى بلدها الدنمارك، واضطر إلى الذهاب معها حتى يستطع أن يجد ما يكفى لإطعام عائلته، ولكن شعرت زوجته بأن ما يقوم به أنانية منه فانفصلت عنه، وعاد هو إلى باريس.
ونظرًا للظروف المعيشية الصعبة لجوجان اضطر إلى التنقل إلى عدة بلاد حتى يستطيع العيشـ وعمل كعامل فى إحدى القطاعات، ولكنه عاد مرة أخرى مفلسا ومريضًا.
وفى عام 1888م، قرر العودة إلى فرنسا وهناك التقى بالفنان فان جوخ، وقام شقيق فان جوخ بتمويلهما، والذى كان يعمل تاجر لوحات، وكان جوجان يطبخ ويساعد جوخ فى رسوماته، ورغم أن كل منهما تعلم من الآخر، إلا أن آراءهما كانت مختلفة ومتعارضة، وبرغم ذلك أنتجا هما الاثنان فى تلك الفترة عددا كبير من اللوحات، ولكن جوجان عانى فترة من الاكتئاب حاول الانتحار على أثرها، وسرعان ما رحل جوجان بسبب مرض الزهرى، وهو من الأمراض المنقولة جنسيا.