"سأهبك مدينة أخرى" للكاتب الروائى أحمد إبراهيم الفقيه (1942 – 2019) أحد أبرز الروائيين فى الأدب الليبى، وقد وقع اختيارها واحدة ضمن قائمة أفضل مائة رواية عربية، وصدرت الثلاثية لأول مرة عن دار "رياض الريس" عام 1991 وهى مكونة من كتاب واحد من 516 صفحة تجمع ثلاث قصص، وهى "سأهبك مدينة أخرى، هذه تخوم مملكتي، نفق تضيئه امرأة واحدة".
والرواية تسحب القارئ إلى زمن هارب وزمن آخر ينتظره ذاك المنتظر على حواف الأمنيات داخل الإنسان مرئيات من الحياة تنساب تزخرف البنية الروائية بعطاءات لغوية هى للإبداع أقرب، وبقدر ما يبتعد الروائى عن التكلف، بقدر ما يقترب من الأحاسيس والمشاعر التى تبقى رهينة الصفحات الحافلة بالأحداث الهاربة عباراتها من عمق مواطن النفس حتى آخر حرف
تحكى الرواية الثلاثية عن رحلة بانورامية لشاب ليبى (خليل الإمام)، غادر وطنه بحثاً عن المستقبل والحلم، وعاد إليه منكسراً. تسكن المرأة والجذور كل تفاصيل عمره؛ (فى وطنه وغربته)؛ عاشقاً، محبطاً، خاسراً.
وتتناول الرواية ذلك الرجل الشرقى الذى ذهب للغرب بمفاهيم وأفكار وقيم معينة، ثم هناك يظهر الجانب الخفى من شخصيته، الجزء المخبأ وراء قناع فرضه عليه المجتمع، واستطاع أحمد إبراهيم الفقيه أن يروى فى سرد مشوق ماذا يحدث عندما ظهرت شخصية هذا الرجل على حقيقتها ونرى خلال هذه الأحداث الصراع وأوجه الخلاف بين الشرق المحافظ والغرب الذى يصل لحد الانحلال.