لا تختلف الحركات الدينية الإسلامية في بلدان الخليج العربي عن مثيلاتها في العالم الإسلامي، من حيث بداياتها في الدعوة إلى الخير والصلاح، والحض على أداء الواجبات الدينية والابتعاد عن المفاسد والشرور، من دون وضوح في أهدافها السياسية، وإبقاء ذلك من ضمن غموض مدروس أحيانا، من هذا المنطلق يبدأ كتاب الكاتب البحريني باقر سلمان النجار في كتابه "الحركات الدينية في الخليج العربى" الصادر حديثاً عن دار الساقى.
ويعالج الكتاب حالة الإسلام السياسى المعاصرة فى الخليج العربى منذ بدايات تشكله حتى الآن، ويتطرّق إلى طبيعة خطاب هذه الجماعات وعلاقات بعضها ببعض من ناحية، وعلاقتها كلها بالدولة من ناحية أخرى، خاصّة أنها استطاعت أن تحتلّ موقع الثقل فى المجتمع بسبب طبيعة خطابها وقدرتها على الوصول إلى الناس.
وتناول الكتاب مسيرة حركة الإخوان المسلمين في الكويت بواجهاتها المختلفة بقوله "إن حركة الإخوان المسلمين في الكويت، بخلاف الحركات السياسية السنية الأخرى، تملك تراكماً لخبرات تنظيمية وفكرية محلية وعربية تساعدها على التعامل مع المستجدات السياسية على أساس إستغلال الفرص والموازنة بين المنافع والخسائر، علماً أن ابتعاد الحركة عن تبني العنف مع السلطات المحلية وربما معارضيها من القوى السياسية الأخرى، قد جعلها أكثر قرباً من المؤسسات السياسية المحلية".
وفند الكاتب ملاحظاته على أداء حركة الإخوان المسلمين والحركة السلفية في البحرين ، بقوله: "تفتقر حركة الإخوان المسلمين البحرينية، على غرار الحركة السلفية البحرينية إلى خطاب سياسي متماسك وواضح في ما يتعلق بمسائل الشأن العام. أضف إلى ذلك ان قضايا الإصلاح والدمقرطة والتحديث بمفهومه العام لم يكن يوماً على أجندتهم المعلنة إلى ذلك تفتقر قياداتها الجديدة للخبرة التنظيمية والتنظيرية والسمات الكاريزمية، وتتبنى مواقف بعيدة عن مواقف الدولة أو مخالفة لهاكما هي الحالة الكويتية وهذه العناصر مجتمعة أضعفت الموقف السياسي العام لحركة الإخوان المسلمين البحرينية".
وباقر سلمان النجار كاتب وباحث بحرينى أحد أبرز علماء الاجتماع فى منطقة الخليج العربى، صدر له عن دار الساقى "الديمقراطية العصيّة فى الخليج العربي" (جائزة الشيخ زايد 2009)، "صراع التعليم والمجتمع فى الخليج العربى"، "الحداثة الممتنعة فى الخليج العربى".