لعل منطقة الشرق الأوسط، أحد أكثر مناطق العالم التي تعد مسرحا للمشاهد الدموية، والأكثر سفكا للدماء وقتلا، بفضل الجماعات الإرهابية المتشددة، وجماعات التشدد السُني، والمراجع الشيعية، والحاخامات اليهودية، ومنذ الكتب والدراسات التي تناولت تلك الظواهر كان كتاب "حاخامات الدم في الشرق الأوسط "، لأحمد محمد عبده، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويرى الكتاب ابن تيمية وغيره من المتشددين السنيين القدماء، كانوا يجتهدون من منطلق فقهي خالص، أصابوا وأخطأوا، عكس هذان الآخران، أولهما فقيه عميل لريالات عربية، والثاني زعيم عصابة مُعمم يمتطي مدرعة أمريكية الصنع، لتكون النتيجة أكثر من ثمانين تنظيما مسلحا في منطقة الشرق الأوسط، من بوكو حرام غربا حتى طالبان شرقا، مرورا بداعش وأخواتها، يسفكون دم شعوبهم، ويستجلبون لهم الاستعمار الجديد.
وعن المراجع الشيعية قدم الكتاب نماذج من الدعوة الشيعية للقتل والتوسع لانتشار المذهب، ومثلها لحاخامات إسرائيل، ودعوتهم وإيحائهم المستمر لقادة الجيش لقتل كل عربي وإبادة شعب فلسطين.
وتأتي فكرة "الحاخامية" هذه في الكتاب، من الفكر الشيطاني الذي يتبناه حاخامات اليهود والكيان الصهيوني، فهم من ابتدعوا حشر الدين في السياسة، أو قل توظيف ما جاء في كتبهم ومخطوطاتهم للقتل وحرق الأخضر واليابس في سبيل تمكين اليهودي.
ويحتوي الكتاب على 6 فصول، يتناول الأوّل "أفيون ماركس" الغيبوبة التي عاشتها أوروبا قبل عصر التنوير ودخولها في العصر العلماني الحداثي، حين فصلت الدين وسلطان الكنيسة عن سياسة شؤون الدولة، وكان هو المنعطف الأهم في تاريخ أوروبا وبداية الانطلاقة العظمى نحو التطور والرقي وتسيَّد العالم، تلك الغيبوبة التي لم نخرج منها في عالمنا العربي والإسلامي وقد وصلنا للقرن الواحد والعشرين، بتمسك التيارات الدينية، الشعبية والرسمية، بقشور الدين، منفصلة عن روحه وجوهره.