شغلت مرحلة حكم الإخوان المسلمين لمصر الكثير من المفكرين والسياسيين الذين أرادوا أن يفهموا هذه التجربة السيئة التى مر بها الشعب المصرى فى تلك الفترة، ومن خلال كتابه "صعود وانهيار جماعة الإخوان الإرهابية"، حاول الدكتور جمال زهران، استاذ العلوم السياسية أن يقدم شهادته على هذه المرحلة الصعبة.
وتناول "زهران" بداية الصدام الحقيقى بين جماعة الإخوان والشعب المصرى بعد وصولهم للحكم الذى استمر عاما كاملا، والتى انتهت بمطالبات الاستدعاء السياسى للجيش لإسقاط حكم الإخوان بعد مسلسل أخونة أجهزة الدولة دون مراعاة المصلحة العليا للبلاد.
وركز أستاذ العلوم السياسية فى كتابه الجديد على أن رئيس الجهاز المركزى المقال المستشار هشام جنينه ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن عينه مرسى، والذى بدأ فى خطوات وإجراءات التنكيل بمعارضيه داخل الجهاز ونقل بعضهم إلى أماكن نائية خارج الجهاز، وإعاقة ترقيات بعضهم فى المقابل دعم رجال الإخوان فى الجهاز بترقيتهم والتجاوز عن مشاركتهم فى بؤرة رابعة الإرهابية، مؤكدا أن هشام جنينة أصدر تقارير ساذجة بفترة حكم مرسى حول "أكل البط وفواتير الطعام" وتسريبها للإعلام للالهاء، دون أن يشير إلى أسس تقييم عمل الرئاسة والتزامها بالقواعد المالية وكيفية التصرف فى المال العام.
وسلط الكاتب الضوء على الدور المهم التى لعبته حركة تمرد بعد وصول الشعب إلى حالة من الاكتئاب القومى ، وكسر حواجز اليأس من خلال حركة شبابية تبناها واحتضنها جموع الشعب وذلك بجمع توقيعات لعزل مرسى وجماعة الإخوان وإسقاط سياسات الأخونة لأجهزة الدولة ، والتى مهدت لثورة 30 يونيو ونزول الشعب إلى الشوارع والميادين.
وأكد الكاتب جمال زهران، أن رجال الإخوان وأنصارهم روجوا الأقاويل والشائعات أن الرئيس مرسى يتعرض لمؤامرة كبرى فى فترة حكمه، والتى تهدف إلى إفشال مهمته وتعجيزه تمهيدا لخلعه من منصبه ، لافتا إلى أن هذه الأقاويل التى رددها الإخوان لا أساس لها من الصحة، والتى تهدف إلى خلق أسطورة الرئيس وفرعنته بترسيخ اليات عدم النقد وتخويف وإرهاب المنتقدين ، وخلق مناخ عدائى للصحافة والإعلام لخنق الحريات والعودة إلى الاستبداد قبل ثورة 25 يناير.
وأشار أستاذ العلوم السياسية فى كتابه، إلى أن تصريحات الفريق السيسى التى بدأت من 23 يونيو2013 هى فرص حقيقية لمرسى، وذلك بإعطاء فرصة أخيرة بتحقيق مطالب الشعب، واعتبر الكاتب تدخل السيسى فى 30 يونيو هو إعلان صريح بدعم ومساندة الشعب الذى تظاهر غالبيته ضد رئيس غير شرعى ، وذلك بعد تعنت مرسى فى خطابه الإخير يوم الجمعة الذى استخدم فيه العنف اللفظى والتهديدات الفعلية، وتجاوز الخطوط الحمراء ضد الجيش وقياداته على لسان حجازى والبلتاجى.