لا يعد حيوان الفهد من الحيوانات التي تنتمي إلى البيئة المصرية حديثًا أو قديمًا، وأعتقد أن الأثريين كانوا لا يظنون أن الحضارة المصرية القديمة قد تعرفت عليه، لكن البعثة الإيطالية العاملة في مدينة أسوان، نشرت مؤخرًا صورة معالجة رقمياً، تظهر بقايا رسم وجه فهد نقش داخل تابوت حجري.
أن رسم الفهد ووضعه في هذا المكان بهدف منح المتوفى القوة اللازمة في رحلته إلى العالم الآخر، أكد الباحثون الأثريين الإيطاليين، أن الفهد عند القدماء المصريين يرمز إلى القوة والعزم وكانوا يحرصون على رسم وجه فهد في المقابر حتى يعطي القوة للمتوفي في رحلته إلى العالم الآخر.
وبحسب موسوعة مصر القديمة (الجزء الثانى ص 86) للدكتور سليم حسن: الفهد كان من بين الحيوانات المتوحشة التي عثر على رسمها فيما قبل الأسرات وكذلك عثر عليه في (ميدوم)، وكان جلده يستعمل لصنع الأبسطة، وغطاء الكراسى، وأهم من كل ذلك أنه كان يستعمل لباسا للكهنة في الشعائر الدينية منذ الدولة القديمة، فكان يلبسه الكهنة، ومن بينهم الكاهن الأعظم للإله (فتاح) في منف، ولم يكتف المصريون بصيده من مصر، بل كان يجلب من الخارج، كما فعل "حرخوف" في رحلته الثالثة.
وكان الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، أكد في تصريحات سابقة أن أن ظهور الحيوانات المفترسة (الأسود والنمور والفهود) في مصر القديمة، كان مرتبطا بربوبية الشمس، وظهرت بداية من عصر الأسرة الأولى ٣١٠٠-٣٢٠٠ ق م، واقترن الأسد بالملك خاصة في عصر الأسرتين الـ 18 والـ 19 نظرا لقوته وشراسته، لافتا إلى عدم وجود جبانات خاصة بدفنات تلك الحيوانات.
فيما يرى الباحث في علم المصريات بسام الشماع، أن هناك ظهوراً نادراً آخر للفهد بصحبة حيوانات أخرى ليست من البيئة المصرية، في مشهد بديع يصور عملية "الجزية" التي كانت تتلقاها مصر الفرعونية من الأقطار الأخرى، ويظهر هذا المشهد في مقبرة «رخميرع» التي تحمل الرقم 100 في البر الغربي من الأقصر، وتظهر فيه «زرافة» صغيرة السن مرسومة بعناية فائقة، ومعلق في رقبتها قرد أخضر، وفي المشهد نفسه يظهر فهد ودببة وفيل صغير، وتشير الكتابات المصاحبة للفيل أنه كان ضمن ما تم تلقيه من الجزية من منطقة الشام. ومن بين المناظر الأخرى التي تصور الجزية القادمة من منطقة الشام، تلك التي كانت موجودة في المعبد الجنائزي لـ«ساحورع» من منطقة أبو صير بالجيزة.
يشار إلى أن من بين أنوع الفهود هناك الفهد الصحراوى، والذع كان منتشرا في الصحراء الغربية المصرية، ويعد من أسرع الثدييات على الإطلاق، هو أيضًا يتسارع بشكل ملحوظ نحو الانقراض، في منخفض القطارة في شمال الصحراء الغربية، يمكن العثور على عدد قليل من الفهود، وهي مصنفة في اللائحة الجمراء، التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، بكونها قريبة من خطر الانقراض.