ينظر بعضنا إلى الأشخاص النباتيين، الذين يرفضون أكل الحوم ومشتقاتها، بتوجس، لكن هل تعلم أن البعض ينظر إليهم بشكل دينى، ويرى أنهم يرتكبون ذنبا بعدم أكلهم لحوم الحيوانات.. فما رأى الدين فى ذلك؟.
ليس للدين موقف ضد النباتيين لكنه يضع شروطا محددة فى هذه المسألة منها:
عدم الاعتقاد بتحريم أكل الحوم لأنّ الله تعالى قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) الآية 87 من سورة المائدة، وقال عزّ وجلّ: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِى لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الآية 32 من سورة الأعراف.
وقال سبحانه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ) الأية 59 من سورة يونس.
كما يشترط أيضا عدم الاعتقاد بأنّ ترك أكل المنتجات الحيوانية أفضل أو أنّه يُثاب عليه الإنسان أو أنّ الشّخص النّباتى أقرب إلى الله ونحو ذلك، لأنّه لا يجوز التقرّب إلى الله بذلك والنبى صلى الله عليه وسلم أكل اللحم وشرب اللبن والعسل، ولمّا أراد بعض أصحابه أن يتعبّد بترك اللحم خطّأه صلى الله عليه وسلم كما فى القصّة التالية: عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْضُهُمْ لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لا آكُلُ اللَّحْمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَصُومُ فَلا أُفْطِرُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا لَكِنِّى أُصَلِّى وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِى فَلَيْسَ مِنِّى. " رواه النّسائى والقصّة فى الصحيحين.
وفرق بين أن يترك الشّخص نوعا من الطّعام لأنّه لا يشتهيه أو تعافه نفسه أو لعقدة نفسيّة حصلت له كمن رأى فى صغره حيوانا يُذبح فنفرت نفسه من أكل اللحم ونحو ذلك من الأسباب وبين من يعتقد تحريم اللحم أو يتعبّد بتركه كما يفعله بعض البراهمة والرّهبان وغيرهم.