صدرت رواية "الظل والصدى" للكاتب اللبنانى يوسف حبشى الأشقر فى سنة 1989، واختارها اتحاد الناشرين العرب ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية صدرت حتى نهاية القرن العشرين.
فى الرواية يرفض "إسكندر" الحرب يرفض أن يكون مع المسلمين الذين يحاربون المسيحيين، أو يقضون، فى هذه الحرب الأهلية، ضدهم، والمسلمون فى الرواية هم أهل رأس بيروت حيث يسكن إسكندر، وكذلك يرفض إسكندر أن يقف مع أهل قرية "كفر ملات" قريته المسيحيين، يرفض الـ هنا والـ هناك لأن: "كليهما يقتل، كليهما يسرق، كليهما يكذب، كليهما يتعصّب".
يقف إسكندر ضد هذه الحرب الأهلية وخارجها، لأن الطرفين يتساويان فيها: المسلم والمسيحي. يتساويان فى القتل والسرقة... وبهذا يلتقى الأشقر مع معظم كتّاب رواية الحرب فى لبنان حول معنى هذه الحرب الأهلية والموقف منها.
إلا أن إسكندر وإن رفض هذه الحرب، شأن الشخصية، فى معظم روايات الحرب اللبنانية، فإنه يبقى مختلفا عنها، كونه ليس مثلها، مجرد شخصية، بل هو بطل يتفرّد بدعوته إلى ثورة فى الكيان.. كيف؟ ـ يشير خليل، إحدى شخصيات الرواية، إلى حوادث 1860 التى قُتِل فيها خاله، ويرى أن المسيحيين كانوا هم الضحية، وأن المسألة هى مسألتهم فى هذا الشرق المسلم، إنهم "مجموعة خائفين".
والرواية هى آخر ما كتب الروائى اللبنانى قبل رحيله وهى ثالثة ثلاثيته التى تضم "أربعة افراس حمر" و"لا تنبت جذور فى السماء"، وهى شهادة على الحرب اللبنانية وغوص فى أعماقها عبر شخصيات متوترة قلقة ومضطربة، إنها من أبرز الاعمال الروائية اللبنانية التى تطرقت الى الحرب.