كريستيان فريدريش هيبل شاعر وكاتب مسرحى، ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1813م، عاش حياة مريرة نظرًا لتعرض أسرته لأزمة مادية، وخصوصًا بعد موت والده، مما جعله يعمل صبى مراسلات بمكتبة الفوجت مور، وخلال وجوده في المكتبة استطاع أن يقرأ كم هائل من الكتب، فظل هناك 7 سنوات، حتى أصبح كاتبًا.
خلال عمل كريستيان فريدريش هيبل فى مكتبة الفوجت، كان يقطن في غرفة تحت بئر السلم، والتي كتب فيها أولى قصائده والتى نشر بعضها في مجلة Eiderstedter Boten، والتي بفتت اهتمام أمالى شوب التى كانت تصدر مجلة Neue Pariser Modeblätter فنشر "هيبل" فيها قصائدة بشكل دورى، كما أنها قدمت لها مساعدات مادية إلى أن انتقل هامبورج، ليعمل فى الاتحاد العلمى عام 1817 م.
كان في حياة كريستيان فريدريش هيبل، بعض النساء التي أثرت في حياته سواء بالمساعدة المادية أو العملية، وكان على سبيل المثال كما ذكرنا ىنفا صاحبة مجلة Neue Pariser Modeblätter، والتي ساعدته على التنقل إلى هامبورج ليتعرف هناك على إليزه لينسنج، التى أحبها وساعدته هي بكل ما لديها، والتى انجب منها طفلا ولكنه رفض الزواج منها رغم إصرارها على الزواج.
في الوقت الذى كان يرفض الزواج من إليزه التي احبها، سافر إلى هايدلبرج وذلك كان عام 1836م، بسبب منحة دراسية حيث كان يحضر أحيانا محاضرات قانونية، وفي سبتمبر من نفس العام بدأ في رحلة على الأقدام عبر شتراسبورج وشتوتجارت وتوبنجن حتى ميونخ، حيث أقام عند النجار أنتون شفارتس، وكان هذا النجار هو الشخصية الأصلية الذى صنع منها هيبل شخصية "النجار أنتون" فى مسرحية ماريا ماجدالينا.
وخلال إقامته لدى النجار وفى ظل ظروفة المادية الصعبة أحب ابنته، وبرغم ذلك فقد عاد فى عام 1839 سيرا على الأقدام وبلا زاد لمدة أسبوع حاملا كلبه العزيز لديه، من ميونخ إلى هامبورج مرة أخرى، حيث رقد فى الفراش بعد إصابته بالتهاب رئوى، واعتنت به إليزه لينسنج فوقف على قدميه مرة أخرى، وأنجب فى العام التالى ابنه الأول ماكس عام 1840م.
وفى نفس العام الذى فقد فيه أبنه ماكس 1843م، تغيرت حياة "هيبل" بشكل جذرى، فبدأ يعانى من روماتيزم المفاصل، ومن ناحية فتحت أبواب العالم أمامه من خلال منحة دراسية لمدة سنتين من الملك الدانماركى كريستيان السابع، فسافر إلى باريس، ليكتب هناك مسرحيته التراجيدية ماريا ماجدالينا.
وخلال سفره إلى فيينا حيث استقر بها لنهاية حياته، تزوج من الممثلة كريستين إنجهاوس عام 1846 م، وأنجب منها ابنه إميل وابنته كريتسينه، وحقق له الزواج حياة مستقرة ماديا، مما أتاح له أن يتفرغ كليا للإنتاج الأدبي، فكتب العديد من المسرحيات منها "أجنس برناور، جيجس، خاتمه، النيبيلونجن"، والكثير من الأعمال، ولكن أكثرهم نجاحا مسرحيته "ماريا ماجدالينا" التى كتبت فى عام 1843.
وحينما علم أن الموت خطف حبيبته إليزه لينزنج في عام 1854 كتب فوق قبرها: "’تعصف الريح الضعيفة بأكليل الزهور، لكن تيجان الأشواك لا يعصف بها أقوى إعصار".
ورحل كريستيان فريدريش هيبل فى 13 ديسمبر 1863 فى فيينا، عن عمر يناهز الخمسين عاما، حيث كان يعانى في عامه الأخير من الروماتيزم.