تعد رواية "سابع أيام الخلق" للكاتب العراقى عبد الخالق الركابى واحدة من الروايات الشهيرة فى الأدب العربى صدرت طبعتها الأولى فى سنة 1994 وقد اختارها اتحاد الكتاب العرب ضمن أفضل 100 رواية صدرت فى القرن العشرين.
وفى الرواية يفصح المؤلف فى روايته عن رؤيته لواقع وأحداث كان جزءاً منها، شغلته بهمومها كما شغلت كثيرين من أبناء جيله، إلا أنه نظر إليها نظرة لا تخلو من الشمولية، لقد كشف ترسب من أوهام وأفكار فى نفوس أبطاله تاركاً لهم حرية الإفصاح عن مكنونات نفوسهم دون أن يفقد سيطرته على أحداث الرواية.
أما أطاله فهم أموات وأحياء، أموات قد غادروا عالمنا أو مازالوا فيه لكنهم يقفون على مسافة من الواقع وينغمسون فى أحلامهم وتهويماتهم الصوفية، وهم أحياء بعث فيهم الحياة ورسم لهم طريق العبور إلى الخلود، وهم بيننا يكاد لا تخلو إحدى مدننا منهم لقد التقط المؤلف تفاصيل روايته من الواقع الحى، المعاش وغلفها بتلك الرؤية الخاصة التى لا يمتلكها إلى المتميزون والمبدعون، وبعد فإن القارئ ليحار أيقرأ رؤية أم كتاب تاريخ يؤرخ لما سيأتى، أم أنه يقرأ سفراً من أسفار الخلق.
يقول عنها الناقد العراقى طراد الكبيسى، تتناول الرواية من جوانبها المختلفة "فى سابع أيام الخلق"، ليس هناك حدث بمعنى الحدث فى رواية القرن التاسع عشر، مثلا، لذا لا نجد الشكل الروائى يتخذ تسلسلَ: البداية، الوسط، النهاية، الذى يراه البعض عاكسا للزمن والتاريخ.. إننا إزاء "شكل مكانى"، يتهرب من الزمن المحسوس عبر الزمن المتخيل، ويتموضع فى جماليات تعتمد الحركة التصويرية فى متابعة البحث عن مخطوط "الراووق" وتحقيقه، للوصول إلى حقيقة ما حدث فى اليوم الذى سمى بـ"دكة المدفع"، ولذا فإن القارئ للرواية لا بد أن يحس التكرار واللاتزامن، فالرواية مقيدة بموضوع مغلق، والأحداث اليومية المتماثلة، والشخصيات تتحرك فى حركة دائرية مغلقة ـ هى الأخرى ـ بحكم المكان المحدد".
ولد عبد الخالق الركابى فى العراق عام 1946، بدأ شاعراً ونشر قصائده أواخر الستينات وأصدر مجموعته الشعرية الوحيدة (موت بين البحر والصحراء) عام 1976 أكمل دراسته الجامعية عام 1970 وحصل على شهادة بكالوريوس فى الفنون التشكيلية.
عمل فى سلك التدريس تسعة أعوام، وبعدها عمل فى مجال الثقافة، عمل مشرفاً لغوياً فى مجلة (آفاق عربية) فى منتصف الثمانينات، عمل سكرتيراً لتحرير مجلة (أسفار)، عمل محرراً فى مجلة (الأقلام) حتى عام 2005.