ظل الأمازيغ شعبا غامضا تكتنفه الألغاز والأسرار، وما زال إلى يومنا هذا يثير الكثير من الأسئلة والإشكاليات، فما سر هذا الشعب الذيى يظل يفاجئنا مع كل اكتشاف جديد يرتبط بالتاريخ المغاربى القديم؟، هذا ما يلقى عليه الضوء كتاب " الأمازيغ: قصة شعب" للباحث عبد اللطيف هسوف.
ويحاول الكتاب كشف حياة هذا الشعب قديماً، وبحث في أصوله الإثنية والثقافية، عبر الغوص في تاريخهم وأساطيرهم، أديانهم وآلهتهم، أخبار الزعماء والأمراء، والملوك والملكات، حيث يزاوج المؤلّف بين التاريخ والحكاية والأسطورة مقتفياً كل ما كتب عن الأمازيغ منذ القرون الأولى لتواجدهم في أرض المغرب الكبير.
استند هذا الكتاب على كتب عدة من المؤرخين الإغريق والرومان والعرب والأجانب المحدثين، من أمثال هيرودوت وبلينى وابن خلدون ومحمد شفيق وباسيت وجوليان ومايكل بريت وايليزابيت فونتريس وآخرين.
وقال المؤلف: "إن هذا الكتاب هو كتاب حكايات لأننا أطلقنا العنان للخيال والفنا دون أن نخرج عما يثبته التاريخ من أحداث، وهو كتاب سير غيرية لأننا اعتمدنا في جزء كبير منه ذكر أسماء رجالات البربر المعروفين وما صادفتهم من أحداث… هو كتاب أسطورة لأننا اعتمدنا كذلك على التاريخ الشعبي المروي الذي ينضح بالحقائق رغم تضخيمها أو تقزيمها فى بعض الأحيان هو كذلك كتاب أنثروبولوجيا لأنه يبحث فى الأصول الأثنية والثقافية لشعب جذوره ضاربة في التاريخ القديم".
ويسعى الكتاب الصادر حديثا إلى إبراز مقومات الثقافة المغاربية الأمازيغية قبل مجيء العرب رافعين راية الإسلام، وإظهار نظرة مغايرة للأحداث تضع جانبا الاعتداد المفرط بالذات الأمازيغية، وترد في المقابل على تهافت بعض المبغضين لكل ما هو أمازيغي لأسباب تاريخية أو سياسية.
وفي الفصل الأول يشير هسوف إلى أنه لا يمكن عزل مقاربة موضوع أصل البربر عن المتوقعات الإيديولوجية والسياسية للأمازيغ أنفسهم وللمهتمين بالأمازيغيات عموماً، حيث إن هناك اتجاهات متعددة عالجت وما زالت تعالج هذه الإشكالية دون التوصل إلى رأي علمي واحد وحيد يعتدّ به.
ويحدد الفصل الثاني من الكتاب بداية تاريخ البربر عصر دخولهم مصر واعتلاء الأمازيغى شيشنق وأبنائه العرش خلفاً للفراعنة (ابتداءً من 945 ق.م). ويقول الكاتب: مثلما تفاعل الأمازيغ مع المصريين القدامى، تفاعلوا كذلك مع الإغريق والفينيقيين والرومان والبيزنطيين الشرقيين.
وجدير بالذكر أن عبد اللطيف هسوف هو كاتب وباحث مغربي، حائز على دكتوراه في السياسات العمومية والإدارة من جامعة والدن في الولايات المتحدة الأميركية، ودكتوراه في اللسانيات التطبيقية والترجمة من جامعة السوربون في فرنسا.