تمر اليوم الذكرى التاسعة عشر على قيام الشرطة اليوغسلافية بإلقاء القبض على الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وذلك لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، وذلك فى الأول من أبريل عام 2001.
وكان من بين المؤيدين للرئيس اليوغسلافى السابق، الأديب والروائى النمساوى، بيتر هاندكه، الحائز على نوبل فى الآداب لعام 2019، والذى ما أعلنت الأكاديمية السويدية منحه جائزتها حتى تعالت الأصوات المنتقدة للأكاديمية والروائى النمساوى، لموقفه من الحروب الدموية التي وقعت بين دول يوغسلافيا السابقة بعد تفككها، وموقفه أيضاً من الزعيم الصربي ميلوسيفيتش، الذي أطيح به قبل وفاته بست سنوات. ويرى منتقدو هاندكه أنه هوّن من جرائم الحرب التي ارتكبها الصرب بحق سكان البوسنة.
وكان إقليم كوسوفو دخل في 1998 صراعًا مسلحًا، تزامنا مع عودة سياسات التطهير العرقي التي تبناها الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسيفيتش، الذي بدأها من البوسنة، وتسبب الصراع في تدخل عسكري من حلف الناتو وهجرة آلاف من مسلمي كوسوفو الألبان.
وطالب الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالاستعانو بهاندكه كشاهد دفاع.
وكان السياسي اليوغوسلافي الصربي يحاكم بسبب جرائم ضد الإنسانية أثناء حروب البوسنة وكرواتيا وكوسوفو، وعقب وفاته 2006 قام هاندكه بتأبينه في خطاب باللغة الصربية أمام آلاف من مشيعيه، واصفا نفسه بأنه "قريب من يوغوسلافيا، قريب من صربيا وعلى مقربة من سلوبودان ميلوسوفيتش".
وبحسب مقال للكاتب أحمد الخميسى نشر بعنوان " جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي" وقد جمع «هاندكه» سلسلة من مقالاته عام ١٩٩٦ فى كتاب بعنوان «العدالة لصربيا»، امتلأ بالدفاع عن مجرمى الحرب من الصرب، وأنكر المذابح التى راح ضحيتها ثلاثمائة ألف إنسان موثقة بالصوت والصورة عالميًا. كما قام بيتر هاندكه بزيارة مجرم الحرب سلوبودان ميلوسيفيتش فى سجنه، وكال له المديح فى كل وسائل الإعلام، ولذلك علق الكاتب الأمريكى المعروف «بيتر ماس» على فوز هاندكه بنوبل قائلًا إن الروائى النمساوى ينكر جرائم الصرب وإبادة المسلمين الموثقة لدى الجميع، وإن "آخر ما يحتاجه العالم الآن أن يتوج بشرف الجائزة كاتب مريض بأكثر الأمراض الفكرية تخلفًا فى عصرنا".
منح هاندكه الجائزة أثار الجدل مرة أخرى حول توجهات الجائزة الأرفع عالميا، وخروجها عن المثار الذى كان قد وضعه لها الفريد نوبل وأسس بسببها الجائزة، وهو نشر السلام ونبذ الحروب وعمليات قتل البشر، فكيف تعطى الجائزة لأديب يدعم الفاشية وقتل الأبرياء ودعاة الحروب، ومؤيد لمجرم حرب كبير مثل الرئيس اليوغسلافى الراحل؟
من جانبها ردت الأكاديمية السويدية ودافعت عن قرارها، حيث قال السكرتير الدائم للأكاديمية، ماتس مالم، المتحدث الرسمي باسمها، إنه "من الواضح أن الأكاديمية السويدية لم تقصد منح جائزة لأحد دعاة الحروب أو أحد منكري جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية"، في إشارة لهاندكه. وأوضح أن الأكاديمية لم تجد أي دليل على أن هاندكه "أشاد بسفك الدماء أو أنكر جرائم الحرب، عندما حضر جنازة سلوبودان ميلوسيفيتش (في عام 2006).