يحتفل المسيحيون في العالم، اليوم، بيوم الجمعة العظيمة أو جمعة الآلام، وهو ذكرى صلب يسوع المسيح وموته في الجلجثة ودفنه بحسب الإيمان المسيحى، وتعتبر جزءًا من الاحتفالات بعيد القيامة وتكون في يوم الجمعة السابقة له، وتتزامن في التوقيت الغربي مع الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
وهناك عدد من الأحداث الكتابية الواردة في العهد القديم والتي وجدها المسيحيون وآباء الكنيسة منذ الأجيال الأولى للمسيحية "صورة مسبقة عن مأساة الجمعة العظيمة"؛ يشمل ذلك بوجه الخصوص تضحية إبراهيم بابنه اسحق واستبدال الأضحية البشرية بالكبش.
وبحسب الاعتقاد المسيحى، فإن "المسيح" افتدى بصلبه في الجمعة العظيمة خطايا جميع البشر بعد صلبه فى "الجمعة العظيمة"، وخلص البشرية من خطية آدم وحواء الأولى، حيث أن فى الإيمان المسيحى – يعتبر المسيح - هو الخلاص النهائى وذلك استنادا لقول المسيح فى سفر أنجيل يوحنا: "أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ، مَنْ آمَنَ بِى وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا"، فكان ذلك بمثابة الدليل على شمولية عمله وأيضا على اكتماله.
وهو ما يصفه "بولس الرسول" فى رسالته إلى أفسس: "اَللهُ الَّذِى هُوَ غَنِى فِى الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِى أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُون وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِى السَّمَاوِيَّاتِ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ" أفسس2: 4-6).
وكان ذلك وعد المسيح للبشر بحسب الانجيل: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَى الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ".
وحسبما ذكر أحد المواقع المسيحية، أن الخطية دخلت إلى البشرية مع آدم وبالتالي الموت، فقد صار فداء المسيح واجباً لغفران الخطايا والحياة الأبدية. ولأن الله كلي العلم والمعرفة فهو هيأ وأعد الفداء قبل تأسيس العالم، لذا حتى نعرف إن كان فداء المسيح ضرروياً أو هو حاجة بشرية للخلاص، علينا أن نتبع عدة نقاط لنصل إلى الجواب المنطقي الواضح الصريح.
واعتماد على مقولة "فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا" العبارة التي أوردها القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (1كو5: 7)، يرى موقع "الانبا تكلا" أحد الموسوعات الدينية المسيحية، فأن السيد المسيح هو الفصح الجديد الذي كان يرمز إليه قديمًا الحمل الذي كان يذبحه شعب إسرائيل كل عام ما بين العشائين في عيد الفصح تذكارًا لعبور الملاك المهلك عن أبكار بنى إسرائيل عندما صنعوا الفصح في مصر ووضعوا علامة الدم على العتبة العليا والقائمتين (انظر خر12: 7)، كرمز للدم الذي سفك على الصليب لأن الإناء الذي فيه الدم كان أسفل العتبة العليا صانعًا صليبًا مع الثلاث علامات الأخرى.
ويذكر الموقع: "إن دم الصليب هو الذي ينقذنا من الملاك المهلك؛ أي ينقذنا من الهلاك الأبدي، ويلاحظ أن الفصح لم يكن بعلامة الدم فقط بل بأكل الفصح، إذ أن الخروف المذبوح أكله الشعب مشويًا في ليلة خروجهم من أرض العبودية".