احتلت الحيوانات مكانة خاصة عند المصريين القدماء حيث تم تقديسها وتبجيلها بدرجة كبير. وفى ضوء اتخاذ الصين كل التدابير اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، التى كانت تسمح بتناول لحوم العديد من الحيوانات غير أن السلطات الصينية بدأت فى رفع بعض الحيوانات من القائمة الرسمية للحيوانات القابلة للأكل مثل القطط والكلاب، وخلال السطور التالية نستعرض مدى مكانة الحيوانات فى الحضارة المصرية القديمة.
قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن المصرى القديم قدس بعض الحيوانات وليس جميعها، لإيمانه أن لديها قدرة أكبر منه، فعرف أن بها قدرة عظيمة، ومن هنا جاء التقديس والحب، خوفًا من بطشها على حد اعتقاده.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن المؤرخ الإغريقى هيرودوت نقل أشياء كاذبة عن تقديس الحيوانات فى مصر القديمة، حيث نقل أن المصرى القديم عبد الحيوانات وجعلوها آلهة، ولكن هذا غير صحيح؛ لأن الإنسان المصرى القديم لم يعبد الحيوانات، ولكن التقديس الذى كان معروفا فى العصور القديمة، ليس إلا احتراما لتقاليد موروثات منذ القدم.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير، إلى أن الإنسان المصرى القديم لم يقدس كل أنواع الحيوانات، وإنما كانت تشكل لجنة من كبار العلماء فى بيت الحياة أو كما يطلق عليها آنذاك "بر عنخ"، وهو مكان مخصص للعلم والعلماء الموجودة فى المعابد المصرية القديمة، ويجتمعون لاختيار نوع الحيوان المراد تقديسه، لاختيار نوع محدد وهل تتوافر فيه الشروط المطلوبة من عدمه، وبعد الكشف عليه وفحصه يتم الإعلان عن ذلك الحيوان لتقديسه، وبناء على ذلك تقام الاحتفالات فى المعبد الخاص بالمعبود، وعندما يموت هذا الحيوان الذى تم اختياره يتم تحنيطه كنوع من تكريمه ودفنه فى موكب هائل.