تعد الروائية السنغالية أميناتا ساو فال، واحدة أشهر وأهم الأديبات الأفارقة، صدر لها العديد من الأعمال التي تعد أيقونات الأفريقي، وتعبرعن المجتمع السنغالى والأفريقى، ومن أشهر رواياتها "مملكة الكذب"، و"الأب السابق للأمة"، "عناب البطريرك "، "حلاوة الطية"، "عيد الاستغاثة"، و"إضراب الشحاذين" التي ترجمت إلى العربية على يد المترجم التونسي جمال الجلاصي.
تدورأحداث رواية "إضراب الشحاذين" حول مجموعة من المهمشين، الشحاذين، فتروي لنا حكاية تمرد مجموعة من الشحاذين وإضرابهم عن العمل ورفضهم تقبل أي صدقات من المواطنين، ما يجعل الأمر يبدو وكأنها حكاية طريفة تدعو للضحك، لمجموعة من الشحاذين المطاردين من السلطة بسبب ما يقومون به ويتسبب فى قلق الناس إضافة إلى تأثيرهم السلبى على السياحة.
وتعد "فال" إحدى القامات الأدبية في السنغال، عاشت مدة في فرنسا قبل أن تغادرها إلى بلدها ملتحقة بوزارة الثقافة، من أهم أعمالها "نداء ساحات الحرب" و"العائد" وغيرها، لكن "إضراب الشحاذين" تبقى رائعتها الروائية.
التفتت الروائية إلى مجموعة من المهمشين، الشحاذين، لتقتحم عوالمهم المعقدة، وتقاربها روائيا وتجعلهم يتصارعون مع السلطة صراعا استثنائيا، فتروي حكاية تمرد الشحاذين وإضرابهم عن العمل ورفضهم تقبل أي صدقات ورفع صحافهم.
تبدو الحكاية مضحكة، فماذا يعني أن يضرب الشحاذون المطاردون من قبل السلطة بسبب ما يخلقونه من قلق للناس وللسياحة، فهم مجموعة من "المتسولين، المجذومين، أصحاب الأجساد المريضة، الخرق المكونين للنفايات البشرية، فضلات الناس الذين يهاجمونك ويعنفونك.." كما تورد الرواية، غير أن الروائية تخلق من هذا الجنون الذي ارتكبه الشحاذون مأزقا لأحد أعضاء الحكومة الذي سيحتاجهم دون سواهم لتحقيق طموحه المهني.