واحدة من الأعمال التي فرضت سطوتها على الأدب والثقافة العالمية، كانت رواية "جاك القدرى"، وذلك منذ ظهورها فى القرن الثامن عشر لأحد أعمدة عصر التنوير الفرنسى وأحد المؤسسين والمشاركين فى أهم عمل تنويرى الموسوعة، الفيلسوف والروائى الفرنسي دنيس ديدرو.
كتبها في الفترة من 1764-1780، صدرت الطبعة الفرنسية الأولى من الرواية عام 1796، لكنها عرفت في ألمانيا في وقت أكبر من ذلك، بفضل ترجمة غوته الجزئية التي ظهرت عام 1785 ومن ثم أعيدت ترجمتها إلى الفرنسية عام 1793، وأستكمل مايليوس ترجمتها إلى الألمانية عام 1792، وصنفت ضمن أفضل 100 كتاب عالمى وفقا لإحصاء أعدته مكتبة بوكلوبن العالمية، لأفضل الأعمال الأدبية على مدار التاريخ.
الرواية تتناول العلاقة بين الخادم جاك وسيده الذى لم يذكر اسمه قط، يرحل الاثنان لوجهة غامضة ولتبديد ملل الرحلة يضطر جاك لرواية قصص حبه بأمر من سيده لكن قصة جاك غالبا ما كانت تقاطع من قبل شخصيات أخرى وحوادث عديدة يروى الشخوص الآخرون الذين يظهرون فى الرواية قصصهم لكنهم أيضا يقاطعون باستمرار ثمة قارئ يقاطع الراوى بطرح الأسئلة وطلب المزيد من التفاصيل معظم الحكايا التى تروى تكون فكاهية لكن موضوعها الأساسى يكون الرومانسية أو الجنس وتتميز الشخصيات المركبة بانغماسها فى الخداع فلسفة جاك الرئيسية هى أن كل شئ يحدث لنا سواء كان خيرا أم شرا مكتوب مسبقا فى لفافة كبيرة يتم بسط جزء يسير منها كل مرة.
وبحسب الشاعر رفعت سلام، فإن «جاك القَدَري» هي تحفة دوني ديدرو الباهرة التي فرضت سطوتها على الأدب والثقافة العالمية منذ ظهورها في القرن الثامن عشر، من شيللر إلى جوته إلى شليغل وستاندال، إلى أدباء القرن العشرين. ويضيف: "رواية استشرافية لمغامرات الكتابة والوعي والتجريب الإبداعي، لأحد أعمدة عصر التنوير الفرنسي، وأحد المؤسسين والمشاركين في أهم عمل تنويري (الموسوعة)، من خلال علاقة فريدة- غير تقليدية- بين السيد والخادم، تنقلب فيها العلاقة رأساً على عقب، لكنها تطرح أسئلة الوجود الجوهرية".