يمكن لنا، اليوم، مشاهدة لوحة "الصلاة فى الصحراء" للفنان الفرنسى جان ليون جيروم، وقد تحدثنا من قبل على عدد من لوحاته المهمة عن القاهرة، كثير منها يتحدث عن الصلاة، وذلك إشارة إلى اهتمامه بالروحانيات التى كان يشاهدها فى القاهرة.
فى اللوحة نجد الفارس وهو يؤدي صلاته وقد افترش على الأرض رداءه، لكنه لم يترك سيفه، فقد ظل معلقا على صدره، ويستعد للدخول فى حالة من الخشوع الواجبة، وظله ينعكس على جانبه بما يوحي بأنه فى صلاة العصر .
وقد استغل حصان الفارس هذه الفرصة وراح يأكل الحشائش المتاحة، بينما فارس آخر يجلس فى انتظار أن ينتهي الرجل من صلاته، وبالقرب منهما فارسان قادمان، وخلفهما تتقاطر القافلة التى لا يبدو لها آخر.
يحدث ذلك وسط الصحراء بلونها الأصفر، لكن يبدو أن القافلة الخارجة من التلال تتجه ناحية واحة أولها هذا اتل الذى يصلى عليه الرجل، فقد نبتت بعض الحشائش بما يدل على أن المكان مختلف عما كان قبله.
كانت مثل هذه الرحلات معروفة فى التاريخ العربي القديم، وكان الفرسان عادة يتقدمون هذه القوافل لحمايتها.
قد كان "جان ليون جيروم" الأكثر شهرة بين جميع الرسامين المستشرقين، سافر كثيرًا إلى تركيا ومصر، وعلى الرغم من أنه لم يكن يكره مزج الخيال مع الواقع إلا أن لوحات "فرسان الصحراء" كانت لا يمكن تصورها دون الاعتماد على معرفة مباشرة بالمنطقة.
100 لوحة عالميه، جان ليوم جيروم، المستشرقون، فن تشكيلى،