واحدة من أشهرالفرق الدينية فى التاريخ الإسلامى على الإطلاق، البعض يرونهم أصحاب ثورة وعقيدة، بينما نظر لهم البعض الآخرعلى أنهم مارقين خرجوا عن مسارالدين الصحيح، وانقلبوا على صحابة النبى الكريم محمد (ص)، هم فرقة الخوارج، والتى اشتهرت بالخروج على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ.
أطلق الخوارج على أنفسهم أهل الإيمان، أو جماعة المؤمنين، بينما أطلق عليهم مخالفوهم اسم "الخوارج" لخروجهم على أئمة الحق والعدل، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله.
وبحسب المؤرخ الإسلامى الدكتور راغب السرجانى، عرف أهل العلم الخوارج بتعريفات منها ما بيّنه أبو الحسن الأشعري أن اسم الخوارج يقع على تلك الطائفة التي خرجت على رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، وبين أن خروجهم عليه هو العلة في تسميتهم بهذا الاسم، حيث قال رحمه الله تعالى: "والسبب الذي سموا له خوارج خروجهم على علي لما حكم".
ومن أهل العلم من يرجّح بداية نشأة الخوارج إلى زمن النبي ويجعل أول الخوارج ذا الخويصرة الذي اعترض على الرسول في قسمة ذهب كان قد بعث به علي من اليمن، ويتضح ذلك من الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري، وممن أشار بأن أول الخوارج ذو الخويصرة: أبو محمد بن حزم، وكذا الشهرستاني، ومن العلماء من يرى أن نشأة الخوارج بدأت بالخروج على عثمان بإحداثهم الفتنة التي أدت إلى قتله ظلمًا وعدوانًا، وسميت تلك الفتنة التي أحدثوها بالفتنة الأولى.
انفصل الخوارج في جماعة كبيرة من جيش علي أثناء عودته من صفين إلى الكوفة، قُدِّر عددها في بعض الروايات ببضعة عشر ألفًا، وحُدِّد في رواية باثني عشر ألفًا، وفي أخرى بستة آلاف، وفي رواية بثمانية آلاف، وفي رواية بأنهم أربعة عشر ألفًا.
ويرى "السرجانى" الخوارج مثلهم كمثل سائر الفرق الإسلامية لم يمنعهم الاتفاق في الأصول من الاختلاف في الفروع والمسائل، فشهد تاريخهم عددًا من الانقسامات قادها عدد من أعلامهم وأئمتهم، ولقد ظل الخوارج بعيدين عن الانقسام حتى عهد إمامهم نافع بن الأزرق (65هـ)، الذي مثّلت فرقته "الأزارقة" أول انقسام داخل تيار الخوارج العام.
وبعد أن استشرت الانقسامات والاختلافات في المسائل والفروع ظلت الجماعات الرئيسية في حركة الخوارج هي: الأزارقة: أتباع نافع بن الأزرق، النجدات: أتباع نجدة بن عامر الحنفي، الإباضية: أتباع عبد الله بن إباض، الصفرية: نسبة إلى زياد الأصفر، أو النعمان بن الأصفر، أو عبد الله بن صفّار على خلاف في ذلك.
ولقد انقرضت هذه الفروع الخارجية ولم يبقَ من الخوارج سوى الإباضية الذين لا تزال لهم بقايا حتى الآن في أجزاء من الوطن العربي وشرقي إفريقيا، وبالذات في عُمان على الخليج العربي، وفي أنحاء من المغرب العربي (تونس والجزائر)، وفي الجنوب الشرقي للقارة الإفريقية (زنجبار).
واتفق الكثيرين من أئمة أهل السنة والجماعة على ذم الخوارج، لكن هناك من رفض ذلك، حيث هناك أراء مختلفة حول تكفير الخوارج، منهم أنهم كفار كالمرتدين، وذهب البعض بأنه يجوز قتلهم وقتل أسيرهم، حيث يسستتاب وأن لم يتب يقتل، وآخرون يرون أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام وهذا يمنع من تكفيرهم أو إلحاقهم بمن لايقر بذلك، إنما كان لما عرف عنهم من تكفيرهم المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم.