حظيت كل التفاصيل المصرية باهتمام الفنانين المستشرقين، ومن ذلك ما قدمته الأسواق المصرية من عروض خاصة للحرف الجمالية مثل السجاد وغيره مما يمثل خصوصية كبرى للأسواق المصرية والشرقية، وذلك ما نجده فى لوحة "بائع السجاد" للفنان النمساوى ألفونش ميليتش.
وألفونس ميليتش عاش فى الفترة من (1863-1929)، ولوحة بائع السجاد (لوحة زيتية قماشية) وقدمت لوحات ميليتش الفاخرة عن أسواق وبازارات ومقاهى القاهرة للجمهور المعاصر وجهة نظر عن حياة الشارع المصرى.
ويظهر فى اللوحة ثلاثة تجّار يقفون أمام مسجد فى حى حارة اليهود فى المدينة، ويظهر خلفهم شعار الهلال والنجوم على ألواح خشبية، ويتفاوض التجّار على شراء مجموعة من السجاد المغربى، وأبرز الفنان على الجانب الأيسر من اللوحة قرب المدخل لوحة حريرية مزخرفة من أوزبكستان تحمل زخارف هندسية منمقة وأرضية زرقاء وإطار بنى داكن، ، وتؤكد دقة تصويره للمشهد فى لوحة بائع السجاد على فهمه الحساس للثقافة التى يصورها.
أثر الذى لفت انتباهى في اللوحة التفاوت الشديد في الألوان بين الحوائط الكابية التى حال لونها وبين الألوان المبهجة للسجاد، كذلك التنوع في ألوان ملابس التجار.
وسافر ميليتش النمساوى المولد أول مرة إلى مصر فى العام 1889، وعاود زيارتها فى عدة مناسبات إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى.