واحد من الشخصيات التاريخية المختلف عليها فى التاريخ الدينى هو شخصة النبى أرميا أو كما ينطق أحيانا "إرميا"، فسمة اختلافات كبيرة حول هذا الشخص هل هو نبى من عند الله، أم رجل صالح دعا الناس إلى الله بدون رسالة أو وحى من السماء، أم أنه أحد الأنبياء الذين ذكروا فى القرآن الكريم سواء بأسمائهم أو صفاتهم.
وجاء فى كتب التراث العربى والإسلامى، أنه أرميا، وقيل: أرمياء، وقيل: يرميا، وقيل: يرميه، وقيل: رميا بن حليقا، وقيل: حزقيا من سبط ابن نبي الله يعقوب عليه السلام، وقيل من سبط هارون بن عمران أخي موسى بن عمران عليه السلام.
وبحسب إحدى المواقع الإسلامية، هو أحد أنبياء بنى إسرائيل بعد شيعا عليه السلام، وهناك من وحده مع نبى الله عزير عليه السلام ونبي الله الخضر عليه السلام، وقيل: إن الخضر لقب من ألقابه. كان مؤمنا، صالحا، ورعا، زاهدا، قديسا، كثير البكاء من خشية الله، فعرف بالبكاء.
قال علماء التاريخ وأخبار الأمم :أوحى الله تعالى إلى " أرميا " عليه السلام ، حين ظهرت فى بنى إسرائيل المعاصى، وعظمت الأحداث فيهم، وقتلوا الأنبياء: أن اذهب إليهم وعظهم، وذكرهم بنعم الله عليهم، وعرفهم أحداثهم، وخوفهم بطش ربهم، فى موعظة طويلة بليغة. وذكر ابن إسحاق أنه الخضر واسمه أرمياء، سمى الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فقام عنها وهي تهتز خضراء.
وقد ذكر أن الله بعث أرمياء إلى ملك من ملوك بنى إسرائيل ليسدده ويرشده، ثم عظمت الأحداث فى بنى إسرائيل وركبوا المعاصى واستحلوا المحارم، فأوحى الله إلى أرمياء أن ائت قومك من بنى إسرائيل فاقصص عليهم ما آمرك به وذكرهم نعمتى وعرفهم بأحداثهم.
وبحسب المراجع اليهودية، ولد حوالى 648 ق.م من نسل الكهنة سكان عناثوث فأبوه هو "حلقيا" وهو رئيس الكهنة ينسب إليه سفر يدعى "سفر أرميا " وله رسالة مطولة ضد عبادة الأوثان فى بابل، وينسب إليه المزمور الثانى والعشرون المنسوب لنبى الله داود عليه السلام، وينسبون إليه ثلاثين مزمورا.
قيل أنه تنبأ لبنى إسرائيل بسقوط أورشليم وخرابها وتدمير هيكل سليمان عليه السلام، فدعاهم للخضوع والإذعان لنبوخذ نصر فكذبوه واضطهدوه، وقيل أيضا عاصر من ملوك بني إسرائيل كلا من يوشيا، ويواحاز، ويهوياقيم، وصدقيا، وعاصر الملك الفارسي لهراسب، كان أكثر الناس تصديقا وإخلاصا إليه تلميذه اليمني باروخ بن نريا الكاتب، وتتلمذ عليه زرادشت، ثم قام زرادشت بعمل أغضب فيه المترجم له، فدعا عليه فبرص.
ويعتقد إن أرميا عليه السلام انتقل إلى مصر فألقى اليهود القبض عليه وسجنوه فى بئر، ثم أخرجوه ورجموه حتى استشهد، فدفنوه في مصر، وفي عهد الاسكندر نقل تابوته إلى الإسكندرية ودفنوه بها، ويقال: انه رجع من مصر إلى بيت المقدس وعاش فيها 300 سنة ثم توفي.