بعد الإعلان عن توزيع إصداراته مجاناً وعلى سبيل الإهداء لطلبة المدارس والجامعات شهد جناح اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فى معرض أبوظبى الدولى للكتاب إقبالاً كبيراً، حيث تجمعت حشود من الطلبة لاقتناء الكتب المخصصة للإهداء، وقد عبر معظمهم عن سعادته بهذه الخطوة، ورأى فيها طريقة رائدة للتعريف بإصدارات هذه المؤسسة الثقافية الوطنية الكبيرة، وبطبيعة مهامها ودورها على الساحة، فيما اعتبر آخرون مبادرة الاتحاد مناسبة للإطلاع على الثقافة الإماراتية دون حواجز مادية يمكن أن تعيقهم، وشكروا الاتحاد لأنه أزال هذا الحاجز، كما أكد بعض الطلبة أنهم فوجئوا بتنوع إصدارات الاتحاد ومستواها الرفيع من حيث الشكل والمضمون، ذكروا أنها تلبى جانباً كبيراً من حاجتهم فى دراستهم وتحصيلهم العلمي.
وتحولت عملية الإهداء فى جانب منها إلى جلسات حوار مباشر بين الطلبة وعدد من أعضاء الاتحاد الذين حرصوا على التواجد، واتجه الحوار نحو التعريف بالاتحاد وتاريخه ودوره من جهة، ونحو تقديم العروض لإشراك الطلبة فى أنشطة الاتحاد من جهة أخرى، حيث أكد الكتاب الحاضرون أن جزءاً مهماً من رسالة الاتحاد يكمن فى استقطاب العنصر الشاب، وتهيئة بيئة مناسبة لإنضاج تجربته، وذلك عبر الأنشطة الدورية المتواصلة على مدار العام فى جميع فروع الاتحاد فى الشارقة وأبوظبى ورأس الخيمة ودبي، أو عبر مجلاته، أو عبر كتبه التى يمكن للاتحاد أن يصدرها لأى كاتب يمتلك الموهبة بصرف النظر عن عمره، ذلك أن الإبداع لا يتقيد بهذا المعيار، والمعول عليه أولاً وأخيراً هو الجانب الفنى الخالص.
بدورهم أبدى الشباب استعدادهم ليكونوا جزءاً من برنامج الاتحاد التثقيفى التنويرى انطلاقاً من إحساسهم بالمسؤولية نحو هذه المؤسسة التى تحتاج إليهم، ومن إحساسهم بجدية الفرص المتاحة أمامهم لاستكمال تجاربهم وتلبية طموحاتهم الإبداعية.
وتعليقاً على حجم الاستجابة التى وجدها اتحاد الكتاب تجاه مبادرته فى توزيع بعض إصداراته مجاناً وعلى سبيل الإهداء لطلبة المدارس والجامعات بدءاً من يوم الأحد 1 مايو وحتى انتهاء معرض أبوظبى الدولى للكتاب، قال حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذى حرص على متابعة المشهد والمشاركة فيه إنه سعيد جداً بما يحدث، خاصة لما لمسناه فى الطلبة من وعى ونضج فى الشخصية، الأمر الذى عبرت عنه أسئلتهم الذكية، وطموحاتهم، ولهفتهم لاستكمال الجانب المعرفى فى شخصياتهم.
وأكد "الصايغ"، أن هذه الاستجابة الواسعة تشجعنا على تحويل المبادرة إلى مشروع متكامل بأبعاد وآفاق أعمق، ونحن نوجه الدعوة إلى جميع الكتاب والأدباء الإماراتيين والعرب المقيمين فى الإمارات ليكونوا جزءاً من هذا المشروع، فنحن هنا نتحدث عن أهم شريحة فى المجتمع هى شريحة الطلبة بما يمثلونه من شباب ومن ارتباط بقضية الثقافة والتعلم.
وختم الصايغ بالقول: لقد ربحنا كثيراً ونحن نهدى إصداراتنا لأبنائنا الطلبة. ربحنا مواهب وطاقات يمكن أن تثيرها كلمة أو عبارة فى واحد من كتبنا مما وصل إلى أيديهم، فتتدفق، وتتحول إلى إبداع كبير. ربحنا عقولاً يمكن أن تحصنها كلمة أو عبارة فى واحد من كتبنا ضد تيارات التعصب والفكر المتطرف التى تستهدف وجودنا. والأهم أننا ربحنا تواصلاً جميلاً مع جيل الشباب، ومعرفة بما يريده منا، ويطالبنا بتقديمه.