من المستشرقين المهمين فى تاريخ الفن الذين عبروا عن إعجابهم بالحضارة المصرية وبالحياة اليومية للإنسان المصرى الفنان النمساوى "لودفيج دوتيش" ومن ذلك لوحته "الخروج من الصلاة" التى أبدعها فى عام 1900.
رسم لودفيج دوتيش خروج المصلين من المسجد بعد انتهاء الصلاة فى صورة معبرة جدا عن الحالة الروحانية الموجودة فى مصر، ومن ذلك احترامهم لرجل الدين، وحدد الباحثون المكان المرسوم فى اللوحة بأنه "مدخل خانقاه برقوق بشارع المعز".
فى البداية نلاحظ فخامة مبنى المسجد، ثم نلاحظ مدى الاحترام الذى يحظى به الإمام الخارج من المسجد، فأحد المصلين يقبل يده، بينما الناس تسير خلفه فى وقار، وهو بملابسه المميزة، ومنها غطاء الرأس الأخضر يسير ناظرا أمامه بطريقة مستقيمة، تاركا يده للرجل كى يقبلها، يحمل فى يده كتابا، يبدو أنه كان يلقى منه درسه، ويستعد لهبوط الدرجات الخمس للسلم الحجرى، وفى انتظاره يقف رجل بجانبه "حمار قوى" يستعد لنقل رجل الدين إلى بيته، وعلى جانبى الطريق أمام الجامع نجد الناس تقف فى احترام كبير أيضا.
ولودفيج دوتيش من مواليد فيينا سنة 1855 – ورحل فى باريس 1935) ولد لعائلة يهودية مرموقة، كان والده ممولاً وأحد رجال البلاط الإمبراطورى النمساوى.
