عندما قرأت اسم اللوحة "أم قبطية" ظننت أن الترجمة غير منضبطة وأن المقصود هو "أم مصرية" فالمرأة ترتدى زيا "مصريا" كما أن طريقة جلوس الطفلة على كتف أمها "مصرية تماما" تقريبا كل أطفال القرى والحوارى من جيل الثمانينيات رأوا العالم من فوق أكتاف أمهاتهم، لكننى لمحت رسمة "الصليب" موشومة على ظهر كف الأم فعرفت أن الفنان يقصد بالفعل "أم مسيحية".
نحن نشاهد الآن لوحة "أم قبطية" للفنان كارل هاج الذى عاش فى الفترة بين عامى (1820 – 1915) وفيها نرى امرأة مصرية بامتياز تعرف أن هناك من ينظر إليها فتستتر، لكنها فى الوقت نفسه لا تتخلى عن طفلتها المتشبثة بها فيظهر ذراعها كامل الاستدارة مرتفعا إلى أعلى رأسها.
وترتدى المرأة رداءً أزرق اللون، لكن لونه باهت، وتغطى شعرها بوشاح أبيض كبير يغطى وجهها وجسدها أيضا، ويبدو من حالها أنها فقيرة من عامة الناس.
ويمكن للمؤرخين من خلال هذه الصورة أن يقرأوا حال مصر فى منتصف القرن التاسع عشر، زمن حكم الوالى سعيد باشا، وهو عادة لم يكن يهتم بعامة الناس ولا بأحوالهم.
والطفلة التى تجلس على الكتف والتى منحت اللوحة عنوانها، فلولاها لصارت اللوحة "امرأة قبطية" ونراها تضع يدها على رأس أمها وتلوك شيئا فى فمها، يساعدها على الصمود حتى وصولهما البيت.