هذه اللوحة التى نشاهدها الآن بعنوان "الإعجاب بالراقصة" للفنان النمساوى ليوبولد كارل مولر، أبدعها فى عام 1882 تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن المصريين شعب يحب الحياة.
وفى اللوحة نجد راقصة "جادة بعض الشىء" يحيط بها أنماط من الناس، لنا أن نتأملهم، فيهم الفرقة الموسيقية، بآلاتها الموسيقية المتنوعة بين الربابة والطبلة، لكن هؤلاء يؤدون دورهم، فماذا عن الناس الذين ذهبوا للمشاهدة، سوف نجد أن "ليوبولد كارل" سعى لكشف الإعجاب الكامن فى نفوس الناس الموجودين من خلال عيونهم، فنجد بهجة منتشرة فى اللوحة ونجد "عيونا" متطلعة، ونجد رغبة واضحة فى بعض الذين وقفوا فى الصفوف الأولى.
لكن أكثر ما لفت انتباهى فى المعجبين، ثلاثة، رجل يبدو أنه من "المتصوفة" فعلى رأسه "غطاء أخضر" وهو يجلس متأملا فى صمت، كما يليق بصوفى عابر، وبجانبه يقف رجل، تظهر الشهوة فى عينيه، فملامح وجهه جميعا دالة عما يعتمل فى داخله، وعلى البعد هناك "طفلة صغيرة" تسعى جاهدة لتقليد حركات الراقصة.
لم يغفل "ليوبولد كارل مولر" المبنى الطينى الذى تقام أمام الحفلة، وفى طنى هو بيت الراقصة، وأن هؤلاء الناس سعوا بكامل إرادتهم لمشاهدتها، أو ربما هى راقصة عابرة غير مقيمة، تقيم حفلتها على أطراف القرى، كما تكشف لنا الأشجار والنخيل المحيط بالبيت الطينى.
وليوبولد كارل مولر، فنان نمساوى (1834-1892) Leopold Carl Müller, Austrian ويعد مؤسس المدرسة النمساوية للرسم الاستشراقي ، زار مصر ابتداء من عام 1870م، وكان يشجع مواطنيه على الرحيل إلى مصر, وتسجيل مشاهداتهم هناك۔