نشاهد الآن لوحة جميلة حقا، بالمعنى المباشر لكلمة جمال، التى تعنى إثارة البهجة فى النفس هى لوحة "استحمام" للفنان فريدريك بريدجمان.
أمامنا أم وطفلها فى طقس مصرى عظيم هو "استحمام الطفل" والذى كان فى الماضى يتم بهذ الطريقة، ولا يزال حتى الآن يحدث فى بعض البيوت، حيث تفضل الأمام وضع الطفل فى آنية محددة بغرض التحكم فى عملية "الاستحمام".
أمامنا أمرأة جميلة، فرعونية، كما شاهدها المستشرقون على جدران المعابد المصرية القديمة، امرأة ملامحها الواضحة تعكس قوة روحها وإحساسها بجمالها.
وانشغل "فريدريك بريدجمان" بمنحها التفاصيل اللازمة كى تصبح امرأة جميلة وأما فى الوقت نفسه، فنظرتها الراضية للطفل تعبر عن "حلم" بمستقل هذا الطفل الذى يشعر بمتعة الماء.
ولم تسع اللوحة للكشف عن تفاصيل كثيرة للمكان فقد أراد فريدريك بريدجمان أن يركز أكثر على طقس الاستحمام، أراد أن يخلده، كأنه يعرف أنه ذات يوما سوف يتحول إلى "فلكلور" نشاهده فى اللوحات.
وفريدريك بريدجمان، فنان أمريكى (1847-1928) ولد فى ألباما، وكان والده طبيبا، بدأ رساما هندسيا فى مدينة نيويورك، لدى شركة الأوراق النقدية الأمريكية عام 1864–1865، درس الرسم فى العام نفسه فى جميعة بركلين للفنون والأكاديمية الوطنية للتصميم.
سافر إلى باريس عام 1866، وانضم إلى ستوديو الرسام الشهير جان ليون جيروم (1824–1904)، حيث تأثر بشدة بالدقة الهندسية لجيروم، والتشطيبات الناعمة والاهتمام بمواضيع الشرق الأوسط.
قام بريدجمان بأولى رحلاته إلى شمال أفريقيا بين 1872 و1874، قسم وقته بين الجزائر ومصر، حيث رسم ما يقرب من 200 سكتش، التى أصبحت فيما بعد مصدر للعديد من اللوحات الزيتية التى أثارت إعجاب المشاهدين.
اشتهر بريدجمان باسم "جيروم الأمريكى"، وقد أكسب لوحاته الجمالية المزيد من الطبيعية، وركز على الألوان المبهجة وأعمال الفرشاة الملونة