فى رواية عمار على حسن الأخيرة "جبل الطير"، التى صدرت عن مكتبة الدار العربية للكتاب، نحن أمام نص جديد فى رؤيته ورؤاه، وفى تمرده على المألوف والعادى، وجديد فى تعاطيه لأدواته، وفى النظر لحدود الفنون وإمكانية التداخل بينها، ففى "جبل الطير" نجد نصا ينفتح على سائر الفنون، ويحتفظ لنفسه بهوية خاصة تعطى مفهوما جديدا للرواية.
فى البداية تطرح الرواية إشكالين لابد من الوقوف عليهما، حيث يمثلان مدخلا أساسيا لقراءتها. الأولى تذهب إلى أن العمل الفنى ـ أيا كان نصا سرديا أو شعريا أو لوحة تشكيلة أو قطعة موسيقية أو رقصة إيقاعية أو غيرها ـ كتاب مفتوح، تقرأه بما لديك، وتقرأه بأحوالك ومزاجك، فيعطيك بهذا القدر، ومن هنا تعددت القراءات والتفسيرات، وأصبحنا نقول إن كل قراءة نص جديد مواز، وهو ما نعنيه هنا بانفتاح النص وتعدد الدلالة، وسيجد القارئ لرواية "جبل الطير" بعد الانتهاء منها نفسه أمام دلالات كثيرة يؤكدها النص، وربما سيختار واحدا من هذه الدلالات يؤسس عليها قراءته، على عكس ما يختار آخر، وهكذا.. إلى ما لا نهاية.
والإشكالية الثانية تتصل بعلاقة الرواية بالواقع، وهى علاقة لم تحدد وتحسم منذ أن ورثت الرواية الملحمة فى الفنون الأدبية وحتى الآن، فقدمت الواقع كما كان ويكون، والواقع كما يُتصور له أن يكون، والواقع كما ينبغى له أن يكون على حد تعبير العبارة الشهيرة لأرسطو، لكنا نرى أن الواقع الذى تقدمه الرواية ويقدمه الفن بشكل عام واقع افتراضى من صنع الفنان، وبأدواته التشكيلية، يخلصه كيف شاء، وبالوسائل الخاصة به، ومن الخطأ أن نطلب منه تكرارا أو تقليدا أو حتى مشابهة للواقع الخارجي. هذا الواقع الافتراضى أسسه وأقامه عمار على حسن فى وقائع نصه الجميل "جبل الطير".
ففى هذه الرواية أنشأ الكاتب واقعا افتراضيا حرك فيه عددا من الشخصيات أهمها سمحان وعبد العاطى وبرهان وجميلة وأبنوب وأبو حذيفة وغيرهم، وأدار بهم حكاية لها أبعاد دينية وفلسفية ووجودية وسياسية وحياتية، وأبعاد أخرى يمكن افتراضها.
سمحان شاب مصرى يعيش فى إحدى قرى المنيا ويعمل خفيرا للآثار فى أماكن عدة بطهنا الجبل وجبل الطير والبهنسا والمنيا، وقد تعرف على جميلة التى كانت مشروع راهبة فتحابا، واتفقا على الزواج على أن تحتفظ هى بمسيحيتها، وسوف تلد منه بعد وفاته ابنا يكون من ذريته عالم المستقبل بأجهزته التى تسعى إلى جمع وتدوين وترجمة المعرفة البشرية المنتشرة فى محيطنا، ليس عن طريق الآثار التى بقى بعضها واندثر البعض الآخر، ولكن هذه المرة عن طريق جمع ذبذبات أمواج الأصوات الطائرة فى الأثير منذ زمن، وهو ما يتماشى مع المقابلة بين سمحان عبد الباطن الصوفى الذى يعتمد على الحدس وبرهان طالب العلم فى كلية العلوم وصاحب التفكير العقلى المنهجى واللذان تزاملا فى رحلات جلب الملح من الجبل، والتى ترافقت مع رحلة المعرفة التى انشغل بها الكاتب منذ روايته السابقة "شجرة العابد".
إن ما يؤرق عمار هو هذا القلق الذى تعيشه شخصياته فى انشغالها بالسر الأعظم: "السؤال الكبير الذى انشغل به البشر منذ أن وجد الإنسان الأول وحيدا يدب فى خلاء أصم لا يعرف شيئا عن الآتى.. سؤال عريض بعرض السماوات والأرض تولد معه تساؤلات لا نهاية لها، وتصير أشواكا تلسع رؤوس الناس منذ البداية وإلى النهاية" ( ص: 155).
ومع أن عمار يؤثر غالبا معرفة الرؤيا الباطنية الصوفية المتداخلة فى إسلاميتها مع فكرة الحلول والتناسخ المسيحية، إلا أنه فى رواية "جبل الطير" يعرضها فى مقابل المعرفة العلمية والمناهج الفكرية.
فعبد العاطى الذى تسلم منه سمحان العمل فى نوبات الخفارة المسائية يحل فى كل شيء: "فى الرجل الذى ناداه عند الحضرة، وذلك الذى طرق باب الكشك عند الفجر، والثالث الذى كان يهزأ من الكهنة فى الساحة المطلة على المعبد، والرابع الذى كان يقود آدميين شبه عراة يطاردون المسوخ بين السيقان الضخمة للأشجار البرية المتوحشة" ( ص: 211) وسيقود سمحان فى آخر الرؤيا لمشاهدة حفيده، ومستقبل جبل الطير.
عبد العاطى هذا هو قائد مراح اليقين الذى قاد سمحان عبد الباطن فى رؤاه الداخلية للوصول إلى علم اليقين، وهو قائده أيضا للمستقبل الذى شاهد فيه المعرفة العلمية على أيدى حفيده وأصحابه، بل إنه مهد السبيل أمام سمحان للتعرف ببرهان والسعى معه فى طريق الجبل للحصول على الملح، والمناقشات الطويلة بينهما حول رؤية العقل ورؤيا الحدس، والإيمان العقلى والإيمان الغيبي، والتى جعلت برهان يسلم قبل انسحابه لاستكمال دراسته بأن هناك أشياء كثيرة تحدث فى الحياة ليس لها تفسير، وخارج نطاق الأدلة العلمية والبراهين العقلية. وهنا يجب الإشارة إلى اتكاء المؤلف على سيمائية أسماء الشخصيات: سمحان عبد الباطن، جميلة، عبد العاطي، برهان.
كذلك يجب الإشارة إلى أن الكاتب يريد التأكيد على أن الطريق إلى الله واحد، أو كما يقول الملك فى واحدة من رؤى سمحان: "الجميع يبحثون عن الله، كل بطريقته، حتى من لا يؤمن بوجوده هو مشغول بما ينكره" ( ص: 406). ويأتى السرد هنا بعدد من الأدلة الحكائية والمعلوماتية، ففى الحكى يتزوج سمحان الصوفى صاحب الكرامات بجميلة المسيحية والتى كانت مرشحة للرهبنة، وهناك الحتحورات السبع فى مساخيط آثار الجبل الذى كان على سمحان حراستها، والراهبات السبع عند المسيحيين، وهن البنات السبع فى الحكايات الإسلامية.
وتنفتح قضية الدين والإيمان على مشكلة الإسلام السياسى والإرهاب الفكرى حيث يتهم سمحان فى دينه من قبل الأصوليين بقيادة أبى حذيفة. يقول حارس البئر فى البهنسا لسمحان: "ظهر فى بلدنا شباب يرتدون جلابيب بيضاء قصيرة، ويطولون ذقونهم، ويحكون جباههم فى الحصر حتى يرسموا فيها ما يدل على أنهم يسجدون ليل نهار، أما ألسنتهم فمبارد حادة لا ترحم أحدًا. هذا فاسق، وهذا كافر، وهذا جاهل، وهذا غافل، ويجب أن يحضر أمامهم ليعلن توبته.. تحمل الناس بلواهم، لكن المشكلة أنهم نادوا عصر يوم جمعة بأن يحمل الناس فؤوسهم ويذهبوا ليهدموا مقام التكروري" ( ص: 428) ويتعرض سمحان وزوجته لمضايقتهم وتكفيرهم واتهامهم له ولزوجته بالسحر، وتستنكر جميلة أفعال هؤلاء الذين يريدون أن يشقوا الصدور، ويغرسوا فيها ما يريدون، ويقتحموا النفوس، ويسيطروا عليها" ( ص: 504). لقد قرأت هى أيضا فى كتب التاريخ التى وجدتها بمكتبة الدير أشياء كثيرة عن الدماء التى سالت أنهارا، بينما يظن القتلة أنهن يعملون من أجل الرب.
وما دامت طريق الله واحدة، والكل يسعى للوصول إليه بأدواته التى أتيحت له، فربما فى قراءة التاريخ ما يؤيد هذا، وما يصحح المفاهيم. وهنا جاء دور سمحان حارس الزمن فى رحلاته عبر الزمان إنعاشا لذاكرة التاريخ، وهنا تأخذ الرواية بعدا سرديا آخر، حيث تصبح مصر ذاكرة الوعى المعرفى والثقافى والإنسانى اتكاء على توظيف تقنية السرد المعلوماتي، فيحشد الكاتب نصوصا من التاريخ المصرى الفرعونى والرومانى والمسيحى والإسلامي، ويستحضره من خلال وعى ولاوعى سمحان، الذى يتحول هنا إلى ذاكرة جمعية كلية يستفيد منها السرد فى التوظيف الدلالى شواهد وأقنعة واستحضارا لفكرة دوائر التاريخ، ومع أن الاقتباسات هنا فى "جبل الطير" كثيرة إلى حد ما إلا أن براعة الكاتب فى تضفير سرد المعلومات مع السياق السردى العام، يجعل القارئ لا يشعر بالمسافة بين السياقات أو بالإقحام لسرد المعلومات على سياق السرد العام.
هكذا بدت أحلام سمحان ورؤاه التى تتجسد له، واقعا حقيقيا بالنسبة إليه، وحتى بالنسبة للمقربين منه، فقد ارتبطت هذه الرؤى بتغيرات جسدية بدت آثارها عليه بعد أن يفيق: "وحين كانت تذوب القشور لتبقى الأشياء المدهشة، متجسدة فى صور يستدعيها ذهن سمحان فى لحظات الاسترخاء، وتتوالى أمام بصره الشارد، بل ينتابه أحيانا حنين إليها" ( ص: 184).
وتحتل التجربة الصوفية حيزا كبيرا فى سرديات عمار على حسن فيبدو من خلال شخصياته وأحداثه وعالمه الذى يبنيه ممتلئا بالتجربة الصوفية وما تقوم عليه من يقينية المعرفة الحدسية، وما تستند إليه من محبة وتسامح، وبطل الرواية لا يجد الطمأنينة إلا فى الاستسلام التام لنداء الروح حين يستيقظ وجدانه العامر بالخواطر الطيبة، ويعرف عقله أن له حدودا، ليقول لنفسه فى صمت: "حين أشعر بالعطش، وأجرى إلى القلة وأشرب حتى أرتوى، ولا أسأل نفسى من سبب العطش، وكيف نقص الماء فى جسمى وجعلنى عطشان.. الروح تعطش أيضا، ولا ترتوى إلا بالإيمان" ( 155 ـ 156). هكذا كان سمحان يمثل التجربة الصوفية المدهشة: "والرغبة العارمة المتجددة فى أن يعرف كل شيء دفعة واحدة، ودفقة واحدة لم تفارقه حتى فى أشد لحظات ضعفه، كان يريد أن يحتضن اليقين أو يحبسه فى أعماق روحه إلى الأبد" ( 156).
ومع أن السرد من خلال برهان حاول أن يشكك فى سلامة الصحة العقلية والنفسية لسمحان فقدم احتمالية كونه مصابا بهلاوس فصام، إلا أن وهج التجربة الروحية والصوفية فى المقامات والأحوال ورموز الإشارت والصوفية كما قدمها سمحان تعكس تمام الاقتناع لدى الكاتب بيقينية المعرفة الباطنية.
تبدأ الرواية بالمشهد الأول والأخير، لقد استيقظ سمحان من جوار زوجته التى هز جسدها ثلاث مرات، وفتح النافذة ليستقبل نسمات الفجر، فإذا بالجبل قد اختفى، جبل الطير ومغارة العبادة ومستودع الماضى والتاريخ والرؤى والكرامات، وظهرت على امتداد البصر مبان حديثة، وحديقة ممتدة إلى ما لا نهاية، فحمل قلته التى لا ينفذ ماؤها، وصرته التى لا تفرغ من كسرات الخبز، وخلفه ديكه ذو الصياح المختلف وبقرته العاقر. فى هذا الفصل الافتتاحى يغرق السرد فى مفردات حول سمحان وبداية النهاية بين قنافذ وديك وبقرة ترسل زخات اللبن فوق القنافذ، وتنتهى الرواية بنفس المشهد، إيذانا برحلة سمحان هو الآخر. هكذا يدور السرد فى دائرة حول سمحان وكراماته، حيث تحمل البداية بذرة النهاية، وهكذا الحياة دوائر متكررة.
ويقرر السرد لسمحان أن يرى مستقبل المكان والجبل الذى رحل قبيل رحيله، فيصير مدينة جديدة، ويرى حفيده العالم ( بكسر اللام) وذلك فى محاولة لتأكيد مستقبل الحياة والإنسان فى العلم والعلماء.
وتبقى قضية سيمائية عنوان الرواية وعلاقته بالمتن السردي. وهنا لا أعرف إن كان هناك قرية فى المنيا باسم جبل الطير، ولا يهمنى أن أعرف ـ كقارئ ـ هذا الوجود الواقعى للمكان من عدمه، لكن ما يهمنى هو علاقة المكان كاسم بالواقع الافتراضى الذى أراده الكاتب.
فهل يمكن أن يكون الجبل النابت بصخوره على المكان هو ماضى المكان وذاكرته الحضارية، وطيوره التى تحط عليه ذهابا وإيابا هى أرواح البشر المهاجرة عبر الزمن ، ورحيل الجبل على هذا النحو الفانتازى هو الشروع فى الانتقال إلى زمن جديد مغاير لزمن الجبل، خاصة بعد رحيل عبد المعطى وبعده سمحان.
قام الجبل فى السرد بدور البعدين، الزمان والمكان، فهو شاهد تاريخ المكان منذ العصر الفرعونى وإلى الآن، وهو مكان العبور والرحلات والحراسة الليلة ومغارة الخلوة ومسرح الآتي، حيث تكتمل الصورة والدائرة، ويتداخل الماضى والحاضر والمستقبل فى وجدان سمحان الذى يقول له عبد العاطي: "سترى ما لم ترى من قبل، فالخيال ليس له حدود" ( ص: 613) وهناك فى المستقبل يرى حفيده من زواج ابنه، ابن الحدس والرؤيا الداخلية من ابنة برهان، الذى يمثل العقل والعلم، ليكون زواجا جامعا بين الباطن والظاهر، والعقلى والغيبي، والعلمى والحدسي، ومن هذا الزواج سيكون الفرز بين ما هو حقيقى وما هو كاذب، وستتحقق كرامات العقل بعد كرامات القلب والحدس.
وكما كان الجبل الميلاد والمنشأ والسيرة ومقامات الوجود وحلم المستقبل، كان المنتهى، أو كما قال له الصوت القادم من فراغ الكون: "كما بدأت تعود.. وجاب صدى ما قيل الآفاق، واهتز له الرمل، وتراخت أشواك الصبار والتين والقنافذ، وأطرق الديك صامتا وفى فمه الكراسة الملفوفة، ومدت البقرة خطمها وحملت العصا بين أسنانها وهى مغمضة العينين، ورآهما وهو يستعد للهبوط إلى حفرته ينسحبان فى هدوء، ويتركانه للصمت الجليل، ثم لم يلبث أن ترامى غناء من جوف الصحراء بصوت لا مثيل لحلاوته وطلاوته ونداوته" ( ص: 641).
القارئ لرواية "جبل الطير" سيلاحظ منذ البداية أنه أمام بنية معمارية متماسكة ومنظمة ومنتظمة توافرت لها دقة البناء وسلاسة الإيقاع فى الانتقالات بين المشاهد والأقسام، وفى توزيع الأدوار، وفى حركة الشخصيات وتقابلها وأفعالها وردود أفعالها، ربما باستثناء المشاهد الأخيرة التى قابل فيها سمحان حفيده ثم موته، فإيقاعها قلق بعض الشيء، إلى جانب حوار المناقشة بين سمحان وبرهان، الذى مال إلى تغليب المناقشة أكثر من روح السرد.
وعمل بهذا الحجم يحتاج بلا شك إلى دراية وخبرة وقدرة على التخطيط والبناء وإنشاء شبكة العلاقات السردية داخل العمل، وهو ما لاحظه القارئ متوفرا بين يدى الكاتب منذ روايته "شجرة العابد".
قدم عمار على حسن فى هذه الرواية، كما ذكرنا، واقعا افتراضيا ينفتح فيه النص على دلالات عديدة ربما أرادها الكاتب أو أراد بعضها أو لم يقصدها بالمرة، لكن تعدد الدلالات فى النص قائم خاصة مع ذلك السرد الشعرى الذى يرتكز على الدلالات الانفعالية للكلمة والصورة وما يقدمه من أجواء انفعالية فى المواقف والأحوال التى يجعلها الكاتب مداخل للفصول، وأرادها منبئة بالحدث من خلال تهيئة الجو الانفعالى الذى سيصاحب الحدث ويقوى تأثيره. انظر معى على سبيل المثال مدخل المشهد الرابع: "توحش الصمت ساعة، لكن لم يلبث أن هزمته أصوات تهادت من ناحية المقبرة. كانت رائقة وعميقة، وكأنها نازلة من السماء" ( ص: 34).
واقرأ مشهد الفصل بعد هذه الافتتاحية الشاعرية ستجد الكاميرا تتحرك بك داخل المشهد، وستسمع إيقاع الحدث ولحنه. وتتحرك الشاعرية السردية فى حرص منضبط يراعى الدقة والحذر وقصدية الاختيار لتقدم لنا الدهشة على هذا النحو: "ما جرى فى الليلة الأخيرة كان مرعبا ومروعا، غابت عنه الدهشة والألق والمتعة، وضاعت أى روعة يمكن أن تكون مطمورة خلف قشرة من الحذر والخوف، تلك الروعة التى عاشها فى الليالى الفائتة بمشاهدها الغريبة، حين كانت تذوب القشور لتبقى الأشياء المدهشة متجسدة فى صور يستدعيها ذهن سمحان فى لحظات الاسترخاء" ( ص: 184).
هذا خلاف الشاعرية السردية الصوفية فى المواقف والأحوال والتى استعادت مواجدات التوحيدى والنفري، وهو أمر طبيعى لطبيعة الرؤيا المتناولة والتى تدور فى واقعها الافتراضى بين الواقعى والفانتازي، ولطبيعة الشخصيات الأساسية، ذات النزوع الصوفي، والتى تركز بالدرجة الأولى على الأحوال والمقامات.
قدم الكاتب فى روايته تلك واقعا افتراضيا انفتح فيه النص على دلالات عديدة جعلت منه سردا مركزيا لنصوص أخرى موازية، ويمكن أن تتعدد بتعدد القراء.