نشاهد اليوم لوحة "النيل فى بنى سويف" من إبداع الفنان الفرنسى تشارلز تيودور فرير، الذى عاش فى الفترة بين عامى (1814-1888).
ومن الواضح أن المستشرقين كانوا مغرمين بنهر النيل يتتبعونه فى كل مناطقه، ويواصلون الرحلة معه، يرون قوته وعنفوانه ويرون هدوءه وسكونه، وفى اللوحة لم يستطع "تيادور فرير" أن يغفل ما رآه فى مدينة بنى سويف، حيث تختلط الطبيعة الريفية بالنيل القوى.
وسعى الفنان الفرنسى "تيودور فرير" إلي تقديم لوحة عالمية بالمعنى الذى تعرفه متاحف العالم من حيث الفخامة ووضوح الألوان وزاوية الرسم واحتشاد الصورة بملامح مهمة ومفيدة تصلح للعمل الفن، فنجد أمامنا أكثر من قارب يتهادى على صفحة النهر ونجد شجر النخيل ونجد بستانا ونلمح طائر أبى قردان، ونرى السماء بلونها الذي يشبه ماء النيل، كأن الأرض والسماء شىء واحد في اللوحة.
كل ذلك يجعلك لا تملك سوى أن تعجب باللوحة وبما تقدمه من فن يدفعك حقيقة للذهاب إلى نهر النيل والاستمتاع بجماله، ومعرفة قيمته، التى يحاول الآخرون أن يقللون منها، أو حتى يسلبونها منا.