نشاهد، اليوم، لوحة "كُتَّاب فى حضن معبد الأقصر" والتى أبدعها الفنان النمساوى تونى بايندر فى عام 1924، وهى لوحة معبرة بصورة أو بأخرى عن شخصية مصر.
وعاش الفنان "تونى بايندر" فى الفترة بين عامى (1868-1944) وهى فترة كاد العالم كله يجن انبهارا بالحضارة المصرية القديمة، خاصة بعدما تمكن العالم الفرنسى "شامبليون" من فك رموزها ومعرفة لغتها، وصار المستشرقون باحثون وفنانون يتوافدون دائما لمعرفة هذه الحضارة عن قرب.
لكن المشهد الذى وجده "تونى بايندر" غريب بعض الشىء، بالنسبة للناظرين من خارج المسألة، أما بالنسبة للمصريين فهو أمر عادى جدا، ففى قلب معبد الأقصر وجدا كُتَّابا لتعليم القراءة والحساب وعلوم القرآن.
استطاع "تونى بايندر" أن يجعلنا نشعر بعالم المعبد من خلال النقوش والقطع الصخرية ولون الجدران وضخامة المبنى، واستطاع أن ينقلنا إلى العالم المعاصر من خلال "زى" الأطفال وشيخهم وأوراقهم.
فى اللوحة، نرى الجلسة الاعتيادية للتلاميذ وللشيخ الذى يعرض عليه أحد الدارسين ما كتبه، ونرى أشعة الشمس التى تنزل فى بهو الحجرة التى يجلس فيها الأطفال على "حصر الحلفاء" وهى شمس اعتادت أن تدخل هذا المكان منذ آلاف السنين حاملة معها "معرفة" ممتدة منذ كان المعبد فرعونيا قديما تقام فيه الشعائر.