نشاهد، اليوم، لوحة "ثرثرة فى السوق" التى أبدعها الفنان البريطانى والتر تشارلز هورسلي، الذى عاش فى الفترة بين عامى 1855-1934.
أول ما يلفت انتباهنا فى اللوحة هو المرأة والفتاة، إحداهما تركب حصانا والثانية حمارا، وكل منهما كان فى طريقه وتقابلا ودار بينهما حوار، بينما الرجل "صاحب الحمار" يقف جانبا غير بعيد لكنه غير مستعد لسماع الحوار الذى سيدور بين المرأة والفتاة.
هذه الصورة تفتح بابا للتأمل من خلال الأسئلة، هل من الممكن أن تكونا (أم وابنتها) والتقيا مصادفة، أو لعلهما اتفقتا على اللقاء فى الشارع، ولماذا تلتفت الفتاة خلفها، هل تخشى أن يراها أحد، هل خرجت بدون علم أبيها مثلا لمقابلة هذه المرأة.
فى اللوحة تيدو الحارة المملوكية "هادئة جدا" بما يفيد بأنهما قررا أن يلتقيا فى مكان ليس به صخب، مع أن عنوان اللوحة هو "ثرثرة فى السوق".
وعلينا القول بأن التفات الفتاة إلى الخلف منح اللوحة "حياة" وجعلها أشبه بصورة فوتغرافية، وهى لمحة تحسب للفنان البريطانى.
بالطبع سنظل مستغربين جدا من فكرة خروج النساء إلى الشوارع يركبن الخيل والحمير، ونحاول أن نعرف من خلال الأزياء متى كان ذلك، وهل هو حقيقة أم أن الأمر كله يعود لخيال الفنان المستشرق الذى ربما ظن ذلك؟ وهذا السؤال يمكن أن يجيب عنه علماء التاريخ وعلماء الاجتماع.