فى إطار مشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق رواد الفن السابع "السينما"، والحفاظ على تاريخ مصر الحديث والمعاصر، تلقت مكتبة الإسكندرية ممثلة فى إدارة المشروعات الخاصة إهداءً مهمًا من نجل الفنان الراحل توفيق الدقن، يضم مجموعة المقتنيات الخاصة به التى توثق سيرته ومسيرته الفنية.
ولد الفنان توفيق أمين محمد الدقن يوم 3 مايو عام 1924م فى قرية هودين بمركز السنطة بركة السبع التابع لمحافظة المنوفية، ثم انتقل مع والده إلى المنيا، حصل على بكالوريوس من المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1950م. وهو فنان مصرى راحل، اشتهر ببراعته وقدرته الفائقة على تنوع الأدوار، حيث أجاد أدوار الشر والكوميديا فى العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية، حتى أصبح أحد رموز الفن المصرى خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات.
بدأ الدقن مشواره الفنى كومبارس عندما كان طالباً بالمعهد، وظهر لأول مرة فى دور فلاح صغير ثم شارك الفنان فريد شوقى عام 1951م فى فيلم "ظهور الإسلام". قدم أدوار الشر بشكل مختلف حيث أضاف إليه المزيد من البهجة والمرح، ومن أبرز أعماله: "الأرض - غرام تلميذة – المذنبون - على باب الوزير – الشيماء - الشيطان والخريف – الأقوياء - لعدم كفاية الأدلة - سر طاقية الإخفاء - ابن حميدو - صراع فى الميناء – الفتوة". بينما من أعماله المسرحية "سكة السلامة – البلدوزر – المحروسة"، كما شارك فى عدد من الأعمال التلفزيونية، ومنها "أحلام الفتى الطائر - غريب فى المدينة - محمد رسول الله - مارد الجبل - القط الأسود - هارب من الأيام - نور الإسلام - مفتش المباحث - الف ليلة وليلة".
توفى الفنان توفيق الدقن فى 26 نوفمبر عام 1988م عن عمر يناهز 65 عامًا ،وتم توثيق كل ما قدمته أسرة الفنان ممثلة فى السيد ماضى توفيق الدقن نجله، إلى مكتبة الاسكندرية من مجموعة هامة من الصور الفوتوغرافية الخاصة مع العديد من الفنانين وخلال بعض أدواره المختلفة وأثناء تكريماته المختلفة وصور عائلية له هو وأسرته، وأيضا يضم العديد من الجوائز الحاصل عليها ومنها جائزة الرئيس السادات فى عيد الفن، بالإضافة إلى عدة خطابات من مؤسسات عديدة مثل المسرح القومى وبيت المسرح، وعدد كبير جداً من المذكرات المدونة بخطه تتناول تاريخه المسرحى وذكرياته مع زملائه الفنانين مثل محمود المليجى الذى كان من أكثر المقربين له، وملف صحفى كبير كان الفنان يجمعه بنفسه من الجرائد والمجلات عن كل ما تناولته الصحف عنه ،ومن المقرر أن يتم تكريم الفنان الراحل فى احتفالية تقام داخل بيت السنارى لرواد الفن السابع.
يذكر أن بيت السنارى "بيت العلوم والثقافة والفنون" الأثرى بحى السيدة زينب فى القاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، مفتوح للزيارة المجانية خلال مواعيد العمل الرسمية، كما يتضمن أنشطة مثل سيمنار الجبرتى للدراسات التاريخية، وسيمنار الوثائق؛ والذين ينظمهما شباب المؤرخين وشباب الباحثين فى مجال الوثائق.
ويستضيف بيت السنارى أيضًا أنشطة متنوعة للشباب؛ مثل صالون الشباب الأدبى، إضافة إلى إقامة عدد من المعارض الثقافية والفنية والحفلات الموسيقية والغنائية ودورات تدريبية فى عدد من المجالات؛ منها الخط العربى واللغة المصرية القديمة واللغة القبطية. كما يعقد به أيضًا حلقات نقاشية علمية حول مستقبل العلوم والمعرفة على عدة مستويات، وذلك من تشجيع للشباب المصرى والمواهب المتميزة، واستكمالاً للدور الذى أخذته مكتبة الإسكندرية على عاتقها من إحياء للدور القديم لبيت السنارى؛ والذى يعد المقر الأول للمجمع العلمى المصرى، ليصبح منبراً للعلوم والثقافة والفنون.