نشاهد، اليوم، لوحة "باب القاهرة" التى أبدعها الفنان السويدى "فرانس اودلمارك" فى عام 1891، وفيها يرصد دخول الناس من أحد أبواب القاهرة القديمة المشهورة.عاش الفنان فرانس أودلمارك فى الفترة بين عامى (1849-1937) وتظهر اللوحة انبهاره بالمعمار الذى كان يمثل جزءا أساسيا فى بناء القاهرة القديمة، والذى لا يزال حتى الآن موجودا، خاصة الأبواب العظيمة التى تدل على الرغبة العارمة فى تحصين المدينة ومنها (باب النصر وباب الفتوح وباب زويلة) وقد كان للمدينة التاريخية سبعة أبواب من قبل، بجانب مكانتها فى الحماية فهى فى حد ذاتها قطعا فنية.
وفى اللوحة نلحظ الانبهار الذى بدا على الفنان السويدى فأظهر فخامة المبنى وهيبته، التى تنقلنا فجأة إلى قلب التاريخ القديم، خاصة بصورة الرجل الذى يركب الجمل.
ومن الواضح جدا أن الفنان كان متأثرا بشكل كبير بأفكار المستشرقين عن الشرق ومصر، فرغم أنه رسم هذه اللوحة فى نهاية القرن التاسع عشر إلا أننا لو تأملنا نشعر من خلال الزى بأنه يعود بها إلى العصور الوسطى الإسلامية، وأعتقد أنه يقصد ذلك، لأنه يعرف جيدا أن هذه هى الصورة المحببة لدى تجار الفن فى الخارج.
ومع ذلك لا نستطيع أن ننكر تميزه فى اللوحة، وقدرته على إيهامنا بكثرة الوفود المقبلة الداخلة من الباب والذى أظن أنه باب زويلة.