تمر اليوم الذكرى الـ1150، على رحيل الخليفة العباسى أبو إسحاق محمد المهتدى بالله، إذ اغتيل على يد الأتراك فى 21 يونيو عام 870م، وهو الخليفة العباسى الرابع عشر، حكم من 869 م-256هـ/870 م.
وتذكر المراجع التاريخية أن المهتدى كان رجلا ورعا متعبدا عادلا قويا فى أمر الله بطلا شجاعاً حكيماً حليماً سياسياً لكنه لم يجد ناصراً ولا معيناً.
وبحسب كتاب "تاريخ النظم الإسلامية: دراسة لتطور المؤسسات المركزية في الدولة في القرون الإسلامية الأولى" تأليف فاروق عمر فوزى، أن تآمر الأتراك على الممالك الإسلامية بدأ منذ العصر العباسى، والذى شهد تولى كثير من الأتراك قيادة الجيوش، وحاول بعضهم السيطرة على السلطة، إما بالاصطدام بالخلفاء العباسيين مباشرة أو عن طريق التآمر علهم وتأليب بعضهم على بعض، لكن الخلفاء واجهوا هذه المؤامرات بالقوة، وبالتالى كان لابد من التخلص من هؤلاء الخلفاء، فقد استطاع الخليفة المتوكل على سبيل المثل أن يتخلص من القائد إيتاخ، كذلك نجح المهتدى فى قتل القائد بايكباك وألقى برأسه على الجند.
ويوضح الكتاب أنه بعد أن بويع الخليفة المعتز بالله، خليفة لبضع سنين، أجبر على التنازل عن الخلافة، فبايع القادة الأتراك المهتدى بالله عام 255هـ، وكان هذا الخليفة قديرا من الناحية السياسية والإدارية وتشبه بعض الروايات بين عدله وبين الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز، وأراد إعادة الخلافة إلى هيبتها، وقد أقلقت سيرته الأتراك فثاروا فى وجهه فقاد الخليفة جيشه بنفسه، ولكن الأتراك أوقعوا الهزيمة به وخلعوه سنة 256هـ، وبايعوا المعتمد.
ويقال أنه بعد أن هزم المهتدى فى معركته، أسره الأتراك وسلموه لشخص حاقد منهم فما زال يعذبه حتى مات وذلك في رجب سنة ست وخمسين فكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يوماً.