نشاهد، اليوم، لوحة "الراعية" التى أبدعها الفنان الفرنسى النمساوى رودلف أرنست فى عام 1911، وفيها صور راعية "ماعز" من شبرا، وقدم الفنان من خلالها صورة أخرى لفتيات مصر، كان المستشرقون يحرصون على رؤيتها لأنها أقرب للطبيعة.
ونرى فى اللوحة فتاة جميلة وحولها عدد من الماعز وخلفها مجموعة من المقابر تحت ظل الشجر، وبعدها نرى حقولا خضراء، وعلى البعد توجد الصحراء، حيث استطاعت اللوحة من خلال هذه المكونات أن تجمع أكبر قدر من مكونات الشخصية المصرية.
وحرص الفنان "رودلف أرنست" على الاستفادة من الضوء والظل، حيث النهار يلقى بظله على كل شيء، والشمس تسعى لغلبة ظل الأشجار وتتسلل من بين الفروع وتظهر على الأرض واضعة أثرها، الدالة على الجمال والحياة فى الوقت نفسه، وهو الشغف الذى كان ينبهر به القادمون من الغرب.
بالطبع من يطلع على اللوحة الآن يستغرب أن هذه الصورة تعبر عن منطقة شبرا منذ نحو 100 عام أو أكثر قليلا، لكن بالفعل كانت القاهرة فى هذه السنوات محاطة بالكثير من الحقول، ولم يكن الناس قد انتشروا بمبانيهم فى كل مكان.
ورودولف أرنست، فنان فرنسى نمساوى عاش فى الفترة بين عامى (1854-1932) وهو رسام نمساوى المولد وفرنسى الجنسية انتقل الى باريس فى عام 1870، ويعد من الرساميين المستشرقيين الأوربيين الذين فتنوا فى سحر الشرق.