قال الناقد الأدبى حسين حمودة، إن ظاهرة "البلطجية" أو فيما يعرف "بالمواطنين الشرفاء" تناولها الكاتب والروائى الراحل نجيب محفوظ فى عدد كبير من أعماله الأدبية متمثلة فى ظاهرة "الفتوات" لكنهم فى عالم نجيب محفوظ كانوا بعيدين عن صورة "البلطجية" التى نعرفها الآن، مضيفا أن "الفتوات" كان بعضهم تمثيلا للسلطة أو القوة، وكان بعضهم تعبيرات عن العدل، وفى نفس الوقت كان بعضهم أيضا تجسيدا للتسلط والقوة الغاشمة.
وأضاف الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد"، أن هناك بعض أعمال نجيب محفوظ الأدبية أظهرت ملامح قريبة من صورة البلطجى التى يعرفها الجميع الآن وتمثلت ذلك فى شخصية "حسن" فى رواية "بداية ونهاية" فهو أقرب الشخصيات المحفوظية لهذه الفئة، بالاعتماد على القوة البدنية واستخدام العنف من أجل انتزاع بعض الحقوق.
وأوضح "حمودة" أن هناك أعمالا أخرى لنجيب محفوظ تناولت هذه الفئة من المواطنين، مثل "الحرافيش"، خاصة فترات انفلات زمام السيطرة، والتى تعم فيها الفوضى، وهى فترات مختلفة عن تلك التى تشهد احتجاجات جماعية يقوم بها الحرافيش.
وأكد "حمودة" أن هذه الفئة والخارجين على الأعراف والقوانين مدفوعين بأسباب عدة على رأسها الفقر الشديد، وغياب العدالة الاجتماعية، والإحساس بالظلم.