نشاهد، اليوم، لوحة القافلة، للفنان ادموند بنينر، الذى عاش بين عامى (1843-1909)، والتى جمعت بين شيئين متناقضين هما الماء والصحراء فى دلالة مباشرة على الشخصية العربية التى تجمع دائما بين المتناقضات.
تعكس اللوحة الحياة العربية، كما يفهمها المستشرقون عن العالم الإسلامى بل عن الشرق كافة، فهذه اللوحة إذا ما وضعت فى أى من المتاحف العالمية لا تحتاج إلى تعليق عن مكانها ولا طبيعتها، نظرة واحدة إلى تفاصيلها تكشف أنها عن الشرق وحياته وأحواله ورجاله.
ومثل هذا اللوحات لا تحتاج أن ينتقل الفنان بنفسه ويذهب إلى إحدى الدول التى تقع فيها مثل هذه الأحداث، بل يكفى للفنان أن يقرأ كتابا، أو يشاهد لوحات من سبقوه، أو حتى يسأل نفسه، كيف يبدو أهل الشرق، لتأتى هذه الصورة فى ذهنه فيرسمها.
تبدو القافلة فى اللوحة "منتظمة" الرجال يعرفون طريقهم، والجمال أيضا تعرف الطريق، تسير فى خط مستقيم، ساعية إلى هدفها، بجانبها البحر المتسع الذى لا يبدو له آخر.
معظم الوجوه غير واضحة فى اللوحة، لكن الهيئات دالة بقوة، رجال عجائز وشباب وأطفال، وربما بها نساء أيضا، فى اللوحة أيضا حرس القافلة، وهم لا يقلون أهمية عن تجارها، فلولاهم ما وصلت القافلة إلى هدفها أبدا.