نشاهد اليوم لوحة "على ضاف النيل" للفنان الإيطالى هيرمان ديفيد سالومون كورودى،الذى عاش فى الفترة بين عامى (1844-1905)، وكان مغرما بمصر زارها ونقل الكثير من حياتها فى لوحاته وبالطبع "نهر النيل" وما يثيره من حياة.
أول ما يتبارد إلى أذهاننا عند مشاهدة اللوحة، أنه رغم كثرة اللوحات التى أبدعها المستشرقون عن نهر النيل فى مصر، إلا أن كل لوحة نختلفة عن الأخرى، كل فنان منهم رأى شيئا لم يره الآخر، تعاملوا مع النهر بصفته كائن حى له حالات وأحوال.
فى اللوحة نرى مسجدا ونرى رجالا ونساء وأطفال يودعون اليوم من على ضفاف النهر، الشمس تقريبا غابت، والرمادى ينتشر فى انتظار الليل، ويعرف أبناء القرى الذين يسكنون بالقرب من النهر أن هذه الساعة "درامية" يظهر فيها إحساس غريب بفقد شيء ما.
وعاش الإيطالى هيرمان دافيد سالمون كورودى فى الفترة بين عامى (1844 -1905) وعاش سنوات عديدة فى روما و"درس فى أكاديمية القديس لوقا تحت إشراف والده سالومون كورودى وذهب إلى باريس 1872.
وأبدع هيرمان دافيد سالمون كورودى فى رسم لوحات للعائلة المالكة البريطانية، وكان على معرفة بمعظم الملوك الأوروبيين فى ذلك الوقت، كما عقد صداقة مع الملكة فيكتوريا، وسافر على نطاق واسع فى الشرق الأقصى، بما فى ذلك مصر وسوريا وقبرص وإسطنبول، وظهر كل ذلك فى العديد من لوحاته، وتوفى فى روما فى 30 يناير 1905.
وأبدع "هيرمان" العديد من اللوحات عن مصر منها لوحة السوق التى بيعت فى عام 2017 فى مزاد كريستيز بـ 47,500 جنيه استرلينى.
وتوجد أعمال هيرمان دافيد سالمون كورودى فى متحف Frye Art فى سياتل، واشنطن، ومتحف Dahesh للفنون فى نيويورك، ومتحف روما فى Trastevere.