تعمل اليونسكو بعد مضى 3 سنوات على تحرير مدينة الموصل من يد تنظيم داعش الإرهابى، كما تقوم اليونسكو بمساعدة من ألمانيا، بترميم جامع الآغوات الذي يعود بناؤه إلى القرن الثامن عشر، وذلك من مبادرة "إحياء روح الموصل" على حماية التنوع والتعايش الثقافي بين أهل الموصل.
ومدينة الموصل هى إحدى أقدم المدن فى العالم، وكانت لآلاف السنين نقطة عبور استراتيجية وجسراً يصل الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، ونظراً إلى موقعها الاستراتيجي، أصبحت الموصل مقراً لعدد كبير من الأشخاص المنحدرين من خلفيات وإثنيات وأديان ومعتقدات دينية متنوعة، غير أن هذا الموقع الفريد جعلها هدفاً لتنظيم "داعش"، حيث سيطر التنظيم عليها وجعل منها مقراً لخلافته.
وأمضت الموصل ثلاثة أعوام عصيبة (2014-2017) تحت نير التنظيم، قبل أن تتحرر من قيود التطرف العنيف. ودارت خلال هذه السنوات الثلاث عدة معارك خلفت وراءها مدينة مدمرة، حيث تحوّلت مواقعها التراثية إلى ركام من الأنقاض، وتعرّضت معالمها الدينية وآثارها الثقافية إلى التخريب، وتشرّد الآلاف من سكانها محمّلين بآثار الحروب ومحتاجين إلى العديد من المساعدات الإنسانية.
وكانت المديرة العامة لليونسكو، أودرى أزولاي، قد أطلقت المبادرة الرائدة "إحياء روح الموصل" لتكون بمثابة مشاركة المنظمة فى إنعاش إحدى المدن العراقية العريقة. ولا ينحصر إحياء الموصل فى إعادة بناء المواقع التراثية وحسب، بل يتعداه إلى تمكين السكان بوصفهم أطرافاً فاعلة فى التغيير، تشارك فى عملية إعادة إعمار المدينة من خلال الثقافة والتعليم. وقد وُلدت المبادرة الرائدة "إحياء روح الموصل" من رحم رسالة قوية موجهة إلى العراق وإلى العالم أجمع، ومفعمة بالأمل والصمود، رسالةٌ مفادها أن المجتمع الشامل للجميع والمتلاحم والمنصف هو المستقبل الذى يستحقه العراقيون.