واحدة من أهم الملاحم الشعرية الهندية القديمة، هى ملحمة رامايانا للشاعر ڤالميكي، فى القرن الأول قبل الميلاد، وتعتبر من التراث الهندى وتكاد تكون نصاً مقدساً، وما تزال "رامايانا" يقدمها المنشدون، وتلاقى إقبالا كبيرا، وهى ملحمة لا تزيد على ألف صفحة، قوام الصفحة منها ثمانية وأربعون سطراً؛ وعلى الرغم من أنها كذلك أخذت تزداد بالإضافات من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثانى بعد الميلاد، فإن تلك الإضافات فيها أقل عدداً مما فى المهابهاراتا، ولا تشوه الموضوع الأصلى كثيراً؛ ويعزو الرواة هذه القصيدة إلى رجل يسمى ڤالميكي، وهو كنظيره المؤلف المزعوم للملحمة الأخرى الأكبر منها.
كما تحوى مغزى دينياً عميقاً، فالناس يعبدون "راما" Rama وغيره على أنهم آلهة أكثر منهم آدميين أو شخصيات أسطورية تحولت إلى شخصيات درامية، و"راما" هى الكلمة التى يتمنى الهنود أن تنطق بها شفاهم فى لحظات الموت (وكانت هى آخر كلمة نطق بها غاندى قبل أن يسلم روحه). أما الأطفال فيطلق عليهم أسماء " سيتا " و " لاكسمان " و " بهاراتا " وكذا أسماء بعض شخصيات الملحمة، على أمل أن يشب هؤلاء الأطفال على الفضائل التى يتحلى بها أصحاب هذه الأسماء.
وتستخدم هذه الأسماء أيضاً كدعامة دينية، ويقال أن أى إنسان يحمل اسماً من أسماء الآلهة، سوف يتمتع بحماية وطمأنينة أكثر من أى إنسان آخر يحمل اسماً عادياً من أسماء البشر ، مثل الكاثوليكى الذى يتسمى عادة بإسم أحد القديسيين.
يصف ديورانت ملحمة الرامايانا بقوله إنها تمتاز بدقة الشعور، وبإعلائها من شأن المرأة والرجل إعلاء مثاليا، وبتصوير الحياة تصويرا قويا، وهو تصوير واقعى أحيانا، وكان الفتية الهنود يستعيدون قصة راما على نحو واقعى فيعتزلون فى الأديرة والغابات سنوات طويلة يتعلمون الحكمة، ويمارسون التقشف والزهد.
وتتكون الملحمة من 24 ألف بيت موزعة فى سبعة فصول، وقد أضيف الفصل السابع بعد فترة طويلة من تأليفها، وتبدأ الملحمة بذكر الملك داشارت ملك كوشال، وهو ملك محب للخير وكان يصلى للشمس فى صحبة كاهن العائلة الحكيم فاسيستا.