يعد كتاب "الأمير" لمكيافيلى، واحدا من أشهر الكتب عبر التاريخ، ورغم أنه نشر للمرة الأولى بعد وفاة مؤلفه ميكافيلى، أصبح بعد ذلك من أشهر الأعمال وأكثرها تأثيرا على الحياة السياسية، وجملته المحورية هى "الغاية تبرر الوسيلة" فالكتاب لا يركز على الأخلاقيات، لأن البشر وفق مكيافيللى أشرار بطبعهم.
والكتاب دراسة فى الفقه السياسى أعدها نيكولو مكيافيلى سنة 1513 أثناء تواجده فى قرية سانتاندريا بركوسينا مـُـبـْعـَداً إثر عودة عائلة ميديشى (1512) لاتهامه بالمشاركة فى مؤامرة بيير باولو بوسكولى ضد الميديشيين.
أهدى مكيافيلى هذا العمل إلى لورينزو الثانى دى ميديشى ابن بييرو الثانى دى ميديشى على أمل استعادة منصب أمين الجمهورية، وتم نشره سنة 1532 بعد وفاته. وهو بلا شك أكثر أعماله شهرة، واستحدث منه اسم "المكيافيلية" وصفة "المكيافيلي".
بصرف النظر عن الرأى الشخصى بميكافيلى وكتاب الأمير لميكافيلي، وما حواه هذا الكتاب من بذور أسست للنفعية والواقعيّة السياسية، وكذلك كون ميكافيلى صار فيما بعد مضرب المثل للمتسلقين والأنذال، فإنّ كتاب الأمير لميكافيلى من أهمّ الكتب للذى يودّ فهم عالم السياسة، وكيف يفكّر الذين هم فى سدّة الحكم، فهذا الكتاب يضمّ الأفكار الناضجة التى آمن بها ميكافيلى وإن لم يبُح بها كلّها.
وقد أصبح هذا الكتاب الصغير منذ ظهروه فى القرن السادس عشر مثار جدال كبير. كما أصبح مادة ضرورية لدراسة علم السياسة فى عصر النهضة وعلى الرغم من كل ذلك استمر الجدال الحاد، والخلاف الكبير حول الكتاب، وهو على الرغم من اشتماله على عدد كبير من المبادئ والمفاهيم السياسية الناضجة التى اعتنقها مكيافيللي، إلا أنه لا يشمل كل آرائه السياسية. ومنذ ظهور الكتاب فى طبعاته الأولى والخلاف يدور حول ما فيه من مضامين أخلاقية. وقد تطور هذا الخلاف إلى ما هو أبعد من مجرد تناول أغراضه العلمية وعلاقته بالمستقبل السياسى لعائلة مديشي. وقد اعتبره علماء الأخلاق وخاصة فى بريطانيا وفرنسا كتابًا مناسبًا فقط للطغاة الأشرار