يعد الصقر، من أشهر وأقدم الطيور الجارحة على الإطلاق،، يعتمد فى تغذيته على الطيور الأخرى والثديات وغيرها من الكائنات الحية من خلال اصطيادها، عرفه الإنسان منذ القدم، وارتبطت به الحضارات القديمة.
ومنذ بداية عصر الحضارات، اتخذت كل حضارة من الصقر رمزا للقوة والآلهة، وكان لذلك الطائر الكبير قداسة خاصة لدى الإنسان الأول، وكثيرًا ما صوروا الروح صاعدة إلى النجوم على هيئة صقر برأس إنسان.
الفراعنة
قال الدكتور وسيم السيسى باحث علم المصريات، فى كتابه «مصر التى لا تعرفونها»، إن اختيارأجدادنا الفراعنة وتقديسهم للصقر لم يأت من فراغ، فكان أجدادنا يرمزون للإله بالصقر، لأنه الطائر الوحيد الذى ليست له جفون، وأن الله لا يغفو عن رؤية البشر، كما أنه دائما فى الأعالى، بالإضافة إلى أنه طائر نبيل لا يهاجم أوكار أو أعشاش الطيور، ولا يأكل الجيف كالنسور، بل لا يصطاد فريسته إلا وهى طائرة حتى يعطيها فرصة للنجاة.
فيما يرى الدكتور مصطفى الرفاعى، مؤلف كتاب «الطيور المهاجرة»، إن الصقر هو الذى يجب أن يكون ملكًا للطيور وليس النسر، فالصقر طائر ذكى يسهل تعليمه اصطياد الفريسة، ويمكنه اصطيادها حيه كالحمام الزاجل الحامل للرسائل فى وقت الحروب، كما أنه يستطع أن يهبط على رأس غزالة ويفرد جناحيه فوق عينيها حتى يسهل صيدها، ودائما يقف على أعلى شيء كقمم الجبال أو رءوس الأشجار.
وبحسب موقع «تاريخ وآثار وحضارة مصر القديمة»، التابع لمكتبة الإسكندرية، امتاز الصقر بسرعتة وقوته فى الطيران، وقد كان الصقر من أهم الطيور التى قُدست، وكان لوجوده فى السماء أن ارتبط برب السماء والمَلَكية عند المصرى القديم، وجرى تقديسه منذ عصور ما قبل التاريخ، و ظهر كصورة وهيئة لعدد من الأرباب، مثل «رع» فى هيئة أدمية برأس صقر، فى صورته «رع حور آختى»، والمعبود «خنتى إيرتى»، الذى وصف بأنه «رب السماء العظيم»، وكذلك المعبود «سوكر»، «رب الموتى والجبانة»، والذى يظهر بهيئة المومياء ورأس الصقر، وأشهر الأرباب فى هيئة الصقر كان «حـور»، أو«حورس» بكل صوره ومسمياته التى عُبـد بها فى شتى العصور.
العرب
ووفقا للباحث محمد رجب السامرائى فى كتابه "صيد الصقور فى الحضارة العربية" أن الصقور كانت لها "منزلة مقدسة تضاهى منزلة الإله"، ففى جزيرة بورنيو فى الشرق الأقصى كان يُعتقد أن الصقر هو رسول من الله، ويطلب الناس منه المعونة قبل الدخول فى الحروب، وكانوا يصنعون له تماثيل لطرد الأرواح الشريرة.
أمريكا اللاتينية
أما فى أمريكا الجنوبية فكانوا يصنعون سهامهم من عظام الصقر، اعتقادا منهم بسرعة وصولها صوب الهدف، كما أن أقدم مرجع تناول الصيد بالصقور هو كتاب يابانى سجل رحلة صيد فى إقليم هومان بالصين اشترك فيها ملك الإقليم الذى تولى الحكم عام 689 قبل الميلاد، ويرجح أن رياضة الصيد بالصقور فى الشرق الأقصى من الرياضات القديمة.
العراق القديمة
أما فى العراق، فاكتشف فى جدار شمالى مدينة الموصل نحت بارز لصياد يحمل على يده صقرا فى رحلة صيد، ويرجع الأثر لعهد الملك الآشورى سرجون الثاني، الذى تولى الحكم بين عامى 722 و705 قبل الميلاد.
الصين
وقال السامرائى إن أهل الصين برعوا فى هذا الأمر لدرجة أنهم استطاعوا توجيه الأوامر للصقور أثناء تحليقها فى الجو، وإن هذه الرياضة انتقلت من الصين إلى الهند، ثم للشرق الأوسط وبعد ذلك أوروبا.