كانت حياة الأدباء قديما حافلة بالقصص الحزينة والقصص المضحكة، ومن ذلك ما نتذكره من حياة الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازنى، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد 19 أغسطس 1889، وكان المازنى شديد الارتباط بأمه حتى أنه وضعھا فى مرتبة (النموذج الأعلى) لما یجب أن تكون عليه المرأة، وفى سنة 1910 تزوج المازنى لكن زوجته بعد 11 عاما رحلت فجأة تاركة له بنتا كان يحبها جدا اسمها "مندورة" لكنها ماتت فجأة أيضا بعد 7 سنوات تفرغ فيها المازنى تماما لخدمة ابنته.
تقول الحكايات رغم كثرة ما تردد عن غزواة المازنى النسائیة إلا أنه لم یقل لأى امرأة (أحبك) اعتقاداً منه بأن ھذه الكلمة سوف تجعله عبداً للمرأة التى ستسمعھا منه، وقد كان یستعذب التحدث عن شعوره بالضعف والنقص أمام النساء .
أما عن الحب فى حیاة المازنى فقد عرف الحب لأول مرة وھو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجیران فى السیدة زینب بعد أن أنقذ لھا قطتھا من فوق الشجرة وأصیب نتیجة ھذه المغامرة ببعض الجروح البسیطة، وكان یجاھر بحب ھذه الصبیة وسط الأھل والجیران، وعندما كبر راح یكثر من مغامراته النسائیة حتى ولو من باب (الصیت ولا الغنى) وذلك كسلاح جدید یؤكد به لنفسه وللآخرین أنھ لیس (أقل) من غیره بل إنه یتفوق علیھم .. وقد أحصى العقاد حبیبات المازنى ووجد أنھن 17 حبیبة.
ومن الطریف بحیاة المازنى العاطفیة مغامرة عجیبة تعرض لھا حیث استطاع شاب اسمه عبد الحمید رضا أن یوقع المازنى فى (فخ عاطفى) عندما أعطاه رسالة ادعى أنھا من فتاة اسمھا (فاخرة) ، وقد انطلت الحیلة على المازنى وظل یتبادل الرسائل العاطفیة الساخنة مع ھذه السیدة المزعومة ورغم أنه تشكك بعض الشيء إلا أنه تمادى فى ھذه المغامرة حتى أخذ عبد الحمید رضا رسائل المازنى إلى إحدى المجلات ونشرھا وكانت فضیحة مدویة.