تعرف على السحر الخارقى والسحر التعاطفى بعيدا عن الشعوذة

الحديث عن السحر له مداخل عدة وذلك لأن الثقافة الإسلامية والعربية تؤمن بوجوده، لكنها تختلف فيما يتعلق به من كيفية وجوده ومدى صدق القائمين به، لكن تعالوا لنر ما يقوله كتاب "بخور الآلهة.. دراسة فى الطب والسحر والأسطورة والدين" للكاتب العراقى الشهير خزعل الماجدى. يقول الكتاب تحت عنوان "السحر.. مسمياته وحقوله وماهيته" يخوض السحر فى ثلاثة حقول تكاد تكون متقاربة أو متجاورة: السحر الخارقى: مجموعة من الظواهر المعروفة التى ثبت علميا ظهورها عند الإنسان، وهذا النوع من السحر يفترض وجود قوة خارقة أو إحساس فائق فى إنسان ما يجعله مؤثرا فى قوانين البيعة وقادرا على اختراقها والتجاوز عليها، وربما التحكم فيها، ونحن نؤكد وجود مثل ها السحر (الذى هو قدرة طبيعية خارقية) عند الإنسان المعاصر لأسباب بيئية واجتماعية وبيولوجية، فقد كانت بيئة الإنسان القاسية وتجوله فى عالم موحش غامض مريب تنشط فيه ظهور مثل هذه القوى لمواجهة هذا العالم، وكان الإنسان وقتذاك أقل اجتماعية بكثير مما عليه الآن، وكان يعيش بطريقة أكثر فردية وأقل اختلاطا، مما كان يفرض ظهور قوى فردية فيه تضمر مع ولوجه وتطبعه فى عالم الجماعة البشرية، وكان جسد الإنسان فى تلك الأزمان أكثر قوة وخشونة وبدائية وأكثر اتصالا بيولوجيا بالعالم الحيوانى، والتى يمكن أن تظهر قوى ونشاطات بيولوجية أصبحت اليوم غريبة عن عالم الإنسان. ويتابع الكتاب، إن علينا التفريق بين علم الباراسيكولوجى الذى هو علم حديث وبين الظواهر الباراسايكولوجية التى نرى أنها ظهرت مع ظهور الإنسان على الأرض وما زالت إلى يومنا هذا، إن السحر الخارقى يرتكز على تحدى القوانين الطبيعية فيزيائيا وكيميائيا وبيولوجيا، ويعمل ضدها وأحيانا يحول تطويعها لصالحه، ويتمتع الإنسان بمجموعة من الظواهر الباراسيكولوجية، ولكن ليس كل إنسان، بل الذى يتمتع بها، وهناك رأى يقول إننا جميعا نمتلك مثل هذه القوى ولكن لا نستعملها ولا ندرب أنفسنا على استعمالها. السحر التعاطفى وهو المصطلح الذى شاع استعمالنا له على أساس أنه (السحر) بصورة عامة، وقد مارس الإنسان هذا النوع من السحر على أنه علم، لكنه علم بدائى حاول الإنسان فيه أن يرى فى الطبيعة مجموعة من الظواهر والقوانين التى يمكن تقليدها، ويمكننا بصورة إجمالية تقسيم هذا. السحر إلى نوعين هما: السحر التشابهى وقد نشأ هذا النوع من السحر من مراقبة الإنسان لأشياء الطبيعة غير الحية بصورة عامة، فقد وجد أن الجزء الذى يأخذه من ماء النهر يشبه ماء النهر كله، وأن الجزء الذى يأخذه من التراب يشبه التراب كله، وأن بعض المطر يشبه المطر كله، وأن قبسا من النار يشبه النار بعامة، وهكذا.. ويضيف الكتاب، أى أن مكونات الطبيعة الأربعة (الماء، الهواء، التراب، النار) هى التى أوحت له بأن الجزء يشبه الكل فيها وهذا من الناحية العلمية أمر صحيح، ولكنه ظن أن تعميم هذه الظاهرة على كل شىء سيجعله قادرا على التحكيم فى هذه الأشياء لأنه يتمثل ضمنا فوانين الطبيعة، وبذلك قام هذا النوع من السحر على مبدأ أن العلل المتشابهة تنتج عنها نتائج متشابهة. وتسمى هذا المبدأ بمبدأ التشابه، الساحر مثلا يرسم صورة لعدوه ثم يطعنها ويحرقها على أساس أنها تشبهه، وهكذا. السحر الاتصالى وقد نشأ هذا النوع من السحر من مراقبة الإنسان للأشياء الحية فى الطبيعة مثل النبات والحيوان والإنسان، فقد رأى الإنسان أن البذور التى كانت موجودة فى ثمرة ما يمكن أن تنتج هذه الثمرة مرة أخرى إذا زرعت، وأن الحيوان الصغير الذى كان فى بطن الحيوان الكبير يمكن أن يكبر ويكون حيوانا كبيرا، وأن البيض الذى تضعه الطيور يفقس عن صغار تكبر وتطير، وأن الإنسان يلد شبيها له، ولذلك التقط الإنسان هذا القانون الاتصالى الذى يقول بأن الأشياء التى كانت متصلة فى زمن ما ثم انفصلت يبقى تأثير بعضها على بعض وأن للجزء تأثير على الكل كما أن للكل تأثير على الجزء. ويرى الكتاب، أن السحر التعاطفى ينقسم بصورة عامة من الناحية العملية إلى نوعين أساسيين هما: السحر الأبيض، وهو السحر الرسمى والشرعى والمفيد الذى كان يمارسه الكهان، وينقسم إلى سحر عمومى يمارسه الملوك والكهان ويبغون منه خيرا عاما وتأثيرا فى ظواهر كثيرة كالمطر والخصب والنصر وغير ذلك، والسحر المنتج أو الإيجابى أو الطلس الذى يمارسه كاهن مختص يبغى منه تحقيق شىء مرغوب والسحر والوقائى أو السلبى أو التابو الذى كان الساحر المختص يتجنب به شيئا غير مرغوب. أما النوع الأساسى الثانى فهو السحر الأسود وهذا السحر هو الممنوع والمحرم والضار، وكان الكهان يمارسونه سرا أو يمارسه سحرة محترفون وينقسم إلى "سحر عجائبى"، يمارسه ساحر متخصص تعلم صنعته أو ورثها وأتقنها، والسحر اللاإرادى الذى يشبه العجائبى رغم أنه يأتى بالتعليم والتدريب، والسحر الإرادى وهو سحر ضار يكمن فى شخصية ما دون أن يدرى به أو يحترفه هذا لشخص. السحر الكاذب "الشعوذة" وكلمة الشعوذة هى أنسب كلمة لوصف هذا النوع الثالث لأنه يعتمد على الدجل والحيلة والغش والخداع وخداع البصر وخفة اليد،و هذا النمط من السحر هو الذى ينتشر كثيرا بين الناس.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;