كان النبى عليه الصلاة والسلام، يبذل قصارى جهده فى نشر دين الله، يلتقى الوفود ويتحدث إلى كبار القوم، ومن ذلك ما حدث مع أهل يثرب، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب "البداية والنهاية" تحت عنوان "حديث سويد بن صامت الأنصارى"
هو سويد بن الصامت بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وأمه ليلى بنت عمرو النجارية أخت سلمى بنت عمرو أم عبد المطلب بن هاشم.
فسويد هذا ابن خالة عبد المطلب جد رسول الله ﷺ.
قال محمد بن إسحاق بن يسار: وكان رسول الله ﷺ على ذلك من أمره كلما اجتمع الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام ويعرض عليهم نفسه وما جاء به من الله من الهدى والرحمة ولا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف، إلا تصدى له ودعاه إلى الله تعالى، وعرض عليه ما عنده.
قال ابن إسحاق: حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة الأنصارى، عن أشياخ من قومه.
قالوا: قدم سويد بن الصامت أخو بنى عمرو بن عوف مكة حاجا - أو معتمرا - وكان سويد إنما يسميه قومه فيهم الكامل لجلده وشعره وشرفه ونسبه، وهو الذى يقول:
ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى * مقالته بالغيب ساءك ما يفري
مقالته كالشهد ما كان شاهدا * وبالغيب مأثور على ثغرة النحر
يسرك باديه وتحت أديمه * تميمة غش تبترى عقب الظهر
تبين لك العينان ما هو كاتم * من الغل والبغضاء بالنظر الشَّزر
فرشنى بخيرٍ طالما قد بريتنى * وخير الموالى من يريشُ ولا يبري
قال: فتصدى له رسول الله ﷺ حين سمع به فدعاه إلى الله والإسلام، فقال له سويد: فلعل الذى معك مثل الذى معى.
فقال له رسول الله ﷺ: "وما الذى معك؟"؟
قال: مجلة لقمان - يعنى: حكمة لقمان -.
فقال رسول الله ﷺ: "أعرضها على"، فعرضها عليه.
فقال: "إن هذا الكلام حسن والذى معى أفضل من هذا؛ قرآن أنزله الله على هو هدىً ونور".
فتلا عليه رسول الله ﷺ القرآن ودعاه إلى الإسلام.
فلم يبعد منه وقال: إن هذا القول حسن.
ثم انصرف عنه فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن قتله الخزرج.
فإن كان رجال من قومه ليقولون: إنا لنراه قتل وهو مسلم، وكان قتله قبل بعاث.
وقد رواه البيهقي، عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق بأخصر من هذا.