نشاهد، اليوم، تمثال إبراهيم باشا، الموجود فى ميدان الأوبرا بوسط البلد، وبالتحديد بجوار الأزبكية والعتبة وأول شارعى الأزهر والجيش ومارا بشارع الجمهورية.
التمثال من صنع الفنان الفرنسى ( كوردييه ) وذلك بأمر من الخديوى إسماعيل عام 1872 م، أقيم هذا التمثال فى ميدان العتبة الخضراء أولا، لكنة نقل بعد ذلك فى مكانة الحالى، أحدثت إقامته أزمة بين مصر وتركيا، فقد حدث أن صنع كوردييه لوحتين لوضعهما على قاعة التمثال الرخامية، أحدهما تمثل معركة نزيب، والثانية تمثل معركة عكا، وكانت اللوحتان على وشط أن توضعا على جانبى قاعدة التمثال، ولكن السلطات التركية تدخلت ورفضت اللوحتين لأنها تمثلان هزيمتها أمام جيوش مصر .
وأخذ كورديية اللوحتين وسافرإلى فرنسا، وعرضهما فى معرض باريس عام 1900 م، وبعد انتهاء مدة العرض أخذهما إلى بيته وحفظهما فى استوديو صغير، حيث دفنهما التاريخ .
يذكرانه حينما عزمت الحكومة المصرية على الاحتفال بمرور مائة سنة على وفاة إبراهيم باشا وذلك عام 1948 أرادت ان تضع اللوحتان فى مكانهما، فاتصلت مصر بفرنسا، وبحثت عن اللوحتين عند حفيد كوردييه، وفى متاحف باريس الكبرى، فلم يعثروا لهما على أثر، وقيل أنه وجدت صورتان فوتوغرافيتان لهما، ولكن بعد ذلك قام الفنانان المصريان أحمد عثمان ومنصور فرج فى صنع لوحتين شبيهتين بلوحتى كورديه ويتواجدا على جانبى التمثال.
وقبل البدء فى تنفيذ التمثال نظم فريق العمل زيارة إلى مصر لمقابلة الخديوى ومعاينة الأماكن التى سيوضع بها التمثال، وفى 5 صفر 1286 هـجريا صدر أمر من الخديوى إسماعيل بتحويل مبلغ ستة آلاف جنيه إلى أحدى البيوت المالية فى باريس باسم الكونت نيودركيك، حتى يتمكن من صرف المبلغ إلى الفنان الذى سيقوم بصنع التمثال وهو المسيو كوردييه، حتى تم الانتهاء من صنعه فى عام 1872 م.
ونصب التمثال فى عام 1872 بميدان العتبة الخضراء فى أول الأمر، وفى عام 1882 قام الثوار العرابيون بإنزاله من فوق قاعدته باعتبار صاحبه أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وبعد أن هدأت الأمور أعيد إقامة التمثال فى ميدان الأوبرا فى مكانه الحالى.