لعل رواية الأديب العالمى الراحل "أولاد حارتنا" من أكثر الروايات المثيرة للجدل على مدار تاريخه، فلم يشهد عمل من أعماله مثل كل الضجة التى حدثت عن صدور تلك الرواية، فمن اتهامات بتجسيد الذات الإلهية، إلى محاولة اغتياله بسببها.
ونشر الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف، صورة الإعلان الأول لرواية "أولاد حارتنا" والتى نشرتها دار الآداب اللبنانية، معلقا: " أول إعلان عن رواية أولاد حارتنا..يناير 1967. نجيب محفوظ".
وتُعد أحد أشهر رواياته وكانت إحدى المؤلفات التى تم التنويه بها عند منحه جائزة نوبل. أثارت الرواية جدلا واسعا منذ نشرها مسلسلة فى صفحات جريدة الأهرام وصدرت لأول مرة فى كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1967 ولم يتم نشرها فى مصر حتى أواخر عام 2006 عن دار الشروق.
وأدت الرواية إلى أزمة كبيرة منذ أن بدأ نشرها مسلسلة فى صفحات جريدة الأهرام، حيث هاجمها شيوخ الأزهر، وطالبوا بوقف نشرها، ولكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الأهرام، ولم يتم نشرها كتابا فى مصر، فرغم عدم إصدار قرار رسمى بمنع نشرها إلا أنه وبسبب الضجة التى أحدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبرى الخولى، الممثل الشخصى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعدم نشر الرواية فى مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر، فطبعت الرواية فى لبنان من إصدار دار الأداب عام 1967 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية.
تجدد الجدل حول "أولاد حارتنا" نهاية 2005، حيث أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشر الرواية فى سلسلة "روايات الهلال" الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التى قالت دار الهلال أنها قيد الطبع حتى لو لم يوافق "محفوظ" بحجة أن الإبداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه إلا أن قضية حقوق الملكية الفكرية التى حصلت عليها دار الشروق حالت دون ذلك، وأعلنت دار الشروق مطلع 2006 أنها ستنشر الرواية مقدمة للكاتب الإسلامى أحمد كمال أبو المجد أطلق عليها اسم "شهادة" كانت قد نُشِرت فى السابق فى صحيفة الأهرام بتاريخ 29 كانون الأول (ديسمبر) 1994 ونشرت العديد من الصحف نص هذه الشهادة وتم نشر الرواية فى مصر فى آخر 2006.