تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير أمل دنقل الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 21 مايو 1983، بعد مسيرة شعرية كبيرة تركت أثرها الكبير فى خريطة الوطن العربى.
رحل أمل دنقل وترك لنا سوى 6 دواوين شعرية، لكنها كافية لتصنع أسطورة شاعر ما زال الناس بعد وفاته بـ33عاما يرددون أشعاره وسيظلون يفعلون ذلك، لكن البعض لا يعرف عن أمل دنقل سوى الشاعر الكبير العروبى المشغول بالقضايا الكبرى، لكن هناك وجوه عدة أخرى هى (الموظف، والناقد، والرومانسى).
الموظف
حصل أمل على الثانوية العامة عام 1957، والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1958 لمدة عام واحد فقط، عاد بعدها لمحافظ قنا، وعمل موظفاً فى المحكمة لكنه انشغل بالشعر والحياة وترك الوظيفة، وغادر للقاهرة مرة أخرى فعاد ليعمل موظفاً بمصلحه الجمارك بالسويس ثم بالإسكندرية، ولكنه عاد ليترك العمل نهائياً ويتفرغ لشعره عام 1971.
الناقد
فى الحوار التليفزيونى الذى تم مع الشاعران أمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودى فى برنامج " أمسية ثقافية " مع الشاعر فاروق شوشة وذلك عام 1982 قبيل وفاة أمل دنقل
من ذلك رأيه فى الشعر والشعراء فيقول (الشاعر أصبح له وظيفة اجتماعية، بصرف النظر عن الموقف السياسى، فيجب على الشاعر أن يكون له موقف اجتماعى من الناس ومن قضايا المجتمع ومن قضايا العصر الذى يعيش فيه.
أما رأيه فى الشعر فهو "كل الشعر الذى ظهر ويتبنى شعارات سياسية زاعقة هو شعر لا يحمل الأسس الفنية لتقيمه، كذلك الشعر الذى ينشر فى كثير من الأحيان ونجده مجرد ترجمه لنشاطات الصحف، قصيدة فى مختلف المشروعات قصيدة حول دخان المصانع قصيدة حول الإنجازات الوطنية والاجتماعية وتعبر عنها هذه القصائد، هذه فى الحقيقة قصائد ساذجة".
الشاعر الرومانسى
المعروف عن أمل دنقل شعره القومى الذى يردده الناس وتأتى فى مقدمته "لا تصالح" لكن هناك وجه آخر للشاعر هو الرومانسى المحب ومنه قصيدة "العينان الخضراوان" وفيها:
العينان الخضراوان
مروحتان
فى أروقة الصيف الحران
أغنيتان مسافرتان
أبحرتا من نايات الرعيان
بعبير حنان
بعزاء من الهة النور الى مدن الأحزان
سنتان
وأنا أبنى زورق حب
يمتد عليه من الشوق شراعان
كى أبحر فى العينين الصافيتين
الى جزر المرجان
ما أحلى أن يضطرب الموج فينسدل الجفنان
أنا أبحث عن مجداف
عن إيمان!
فى صمت " الكاتدرائيات " الوسنان
صور " للعذراء " المسبلة الأجفان
يامن أرضعت الحب صلاة الغفــــــران
وتتمطى فى عينيك المسبلتين
شباب الحرمان
ردّى جفنيك
لأبصر فى عينيك الألوان
أهما خضراوان
كعيون حبيبى ؟
كعيون يبحر فيها البحر بلا شطاّن
يسأل عن حبّ
عن ذكرى
عن نيسان!
قلبى حران حران
والعينان الخضراوان
مروحتان !