عميد الفنون الجميلة تعقب: الموديل العارى لم يُمنع والفنون الجميلة المحرك الأساسى للفن فى مصر

أرسلت الدكتورة صفية القبانى عميد كلية الفنون التشكيلية المصرية تعقيبا على ما نشره انفراد تحت عنوان "الموديل العاري..ابتدعه الفراعنة ومنعه المتطرفون" وجاء فى التعقيب ردا على بعض التصريحات التى أدلى بها الفنانون لـ "انفراد" ومنها ما قاله الفنان محمد طلعت إن "إخواني" حصل على موافقة السادات عام 1976 بعدم تدريس الموديل العارى للطلاب مدعيا أنه "يخالف شرع الله" وما قاله الفنان أيهاب اللبان: الجسد الإنسانى ليس "تهمة" لنحرمه ودراسته بكليات الفنون ضرورية مثل دراسته فى كلية الطب، وما قاله الفنان طارق الكومي: دراسة الموديل العارى أمر "أكاديمي" يجب تعلمه لفنانى المستقبل وليس شرطا أن يكون عاريا "كليا" وما قاله النحات محمد ثابت رافضا: عيب حرام أيضا ويخدش الحياء ويثير الشهوات والغرائز وإعادة "ترفيه" وما قالته الفنانة إيمان البنا: الرسم بدون الموديل العارى كالجسد بلا روح وللأسف الطلاب الآن يرفضون الفكرة ويغطون التماثيل العارية فى الكلية وفيما يلى نص التعقيب: تعد كلية الفنون الجميلة هى المحرك الأساسى لحركه الفن التشكيلى المعاصر فى مصر منذ أنشأها الأمير يوسف كمال ١٩٠٨وأوقف عليها العديد من الأراضى الزياعية والأطيان، ودعمها لتصبح صرحا ثقافيا كبيرا، وبالفعل أخرجت الكلية العديد من محركى الفنون فى مصر بداية من محمود مختار المثال العظيم والفنان العظيم راغب عياد، يوسف كامل، صبرى راغب، أحمد صبري، حامد عويس، عبد الهادى الجزار حامد ندا ،الحسين فورى ،عبد الله جوهر وعشرات غيرهم ممن أضاءوا طريق الفن وبدأوا الحركة التشكيلية وعلى مستوى التنظير أيضا حملوا شعلة التنوير ومنهم كمال الملاح، أبو صالح الألفي، حسين بيكار، وصادق الجباخنجى وغيرهم.

ومن حين لآخر تثار قضيه مهمة هى منع الموديل فى كليه الفنون الحميلة، والحقيقة أن الكلية لم تمنع الموديل العارى (ماده الطبيعة الحية والكروكي) من الكلية وتدرس ( ماده التشريح) حتى الآن ونشترط أن من يدرس التشريح هم أساتذة من كليه الطب وبمصاحبة المنهج النظرى يتم شرح شكل العضلات وتشريح الجسم البشرى بمصاحبه مدرس فنون لشرح تأثير العضلة على الظل والنور والشكل، والرئيس السادات كان شخصيه مستنيرة، وزوجته السيدة الفاضلة جيهان السادات كانت محبة للفن وكانت تفتتح العديد من المعارض الفنية ومنها معرض للفنان الكبير حامد ندا، فالسادات لم يمنع الموديل ولا يجب أن نزج بشخصية عظيمة مثله فى تلك الحوارات الوهمية، وكذلك لم يمنع الموديل من قبل إدارة الكلية إنما من تأثير الحركات الدينية التى جعلت الموديل هى التى ترفض أن تكون عارية على أثر للثقافة الدينية التى سادت المجتمع المصرى.

و مشكلة أخرى تواجه إداره الكلية وهى أن "الموديل" مادة فى جميع الفرق الدراسية وجميع الأقسام الفنية، ومنذ أن انضمت الكلية للجامعة وقبلها وزارة المعارف أصبح الموديل "مستلزما دراسيا" يتم دفع أجر يومى له وصل الآن إلى ١٣جنيها يوميا!! وهنا سوْال يطرح نفسه هل هناك موديل يقبل أن يعمل بذلك السعر الزهيد؟ وأنت تتبع قوانين ولوائح ماليه منظمه؟. فالكلية لم تعد مدرسة ملكية أو كلية فنية يدعمها أمير من العائله المالكة.

وذكريات الموديل كثير بالكلية وتعددت الأسماء والعائلات وتلك هى سمة من سمات الكلية أحد هذه العائلات، عائلة هيكل احترفت العمل كموديل وكانوا ٣رجال وامرأة، والمرأة وهى "مني" ذات ١٦ عاما لم ترسم عارية ولم يطلب منها أحد ذلك وهى مهنة تحترم ولها شروط خاصة يجب أن تتوافر المراسم الخاصة المغلقه لها، ويكون الدخول بحساب وباستئذان، ويعد المرسم الذى يتواجد به الموديل العارى مكانا مخصصا تتوافر به شروط الجلوس والتدفئة والخصوصية وكنت فى زيارة لكلية الفنون الجميله بمدريد الشهر الماضى وأخذت جولة مع عميدة الكلية فى جامعه سلامنكه وقمنا بزيارة مرسم به موديل فطرقت العميدة الباب واستأذنا فى الدخول وذهب الموديل ليرتاح لرغبته ألا يراه أحد.

ذلك هو احترام المهنة..فهل يمكن أن يطبق الآن فى ظل الظروف الأخلاقية التى تعترى البلاد الآن؟ وعلى ذكر الاستاذ ماهر رائف وهو خريج الكلية وانتقل الى كليه الفنون الجميلة بالإسكندرية وتوفى فى أمريكا وبينهما حياة رائعة مليئة بالإبداع والفكر والفن ولم يكن يوما ينتمى لجماعه إسلامية ما ويجب إلا نتاجر بموضة الاخوان المسلمين المنتشرة الآن ونلصق هذا الاتهام فيه، فماهر رائف من أبرع الرسامين وقد رسم عائلة هيكل فى مشروع تخرجه وبرع وتفوق فى رسم الموديل وزامل وعاش مع عبد الهادى الجزار وحامد ندا، وتخرج من الفنون الجميلة 1950 وحصل أيضا على ليسانس الآداب جامعة القاهرة 1954 ودبلوم الطباعة بأكاديمية الفنون بدسلدورف بالمانيا 1961 ودكتوراه فى الفلسفة وتاريخ الفن وعلم الجمال من جامعة كولونيا بألمانيا 1972 وعمل فى ألمانيا لمدة 12 الحفر. وتتلمذ على يديه مجموعة من فنانى الحفر فى الإسكندرية منهم د.فاروق شحاته ود.عطية حسين ود.محمود عبد الله والراحل الفنان سعيد العدوى، اتجه فى فتره من حياته الى التصوف والزهد والتدين وبدأ تجربته التجريدية الحروفية، فهو فنان وفيلسوف وصوفى متأمل قضى حياته فى الدرس والبحث والتعبير مجسدا أفكاره فى مساحة عميقة جعلت له مكانة كبيرة فى الإبداع المصرى المعاصر، وقد امتدت بدرامية شديدة فى ملحمة طويلة، فقد درس بالفنون الجميلة ودرس الفلسفة بكلية الآداب.. وبدأ تشخيصيا وانتقل الى التجريدية الحروفية وانتهى تشخيصيا حيث انجذب لسحر الصورة مرة أخرى، باختصار فإن الفنان احمد ماهر رائف أحد الرموز الكبار.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;