تمر اليوم الذكرى الـ529، على نهاية الحكم الإسلامى لأيبيريا بسقوط غرناطة، المعقل الأخير للمسلمين فى الأندلس، وذلك فى مثل هذا اليوم 2 يناير من عام 1492م، بعد أن استسلمت، وسلمت باتفاقية وقعها آخر الحكام المسلمين (أبو عبد الله الصغير) مع كل من فرديناند، وإيزابيلا من الطائفة الكاثوليكية.. وخلال السطور التالية نوضح بعض المعلومات عن سقوط آخر معاقل المسلمين فى الأندلس..
س/ كيف كان شكل الحصار الذى فرض على غرناطة؟
ج: حاصر القشتاليين جميع قرى ومزارع غرناطة، إذ كانت فى ذلك الوقت ضعيفة بشكل كبير، واستطاع ملك إسبانيا الاستيلاء على برج الملاحة الخاص بها، وزاد تحصينه، فضيق بذلك على الناس فيها، ويذكر أن بعض الوثائق أشارت إلى وجود اتفاقية صلح بين ملك غرناطة، والصليبيين، تعهد بموجبها ملك غرناطة بتسليمها للصليبيين فى حال تسليم بسطة، ووادى آش، وكذلك ألمرية، ومع ازدياد ضغط الصليبيين على ملك غرناطة أعلن نيته فى الدفاع عن وطنه حتى آخر نفس له، إلّا أن ذلك لم يجد نفعا، إذ سقطت غرناطة، وسلمت للصليبيين بموجب الاتفاق الذى ذكر سابقا.
س/ كيف تم تسليم المدينة؟
ج: فى هذا اليوم استعد الجيش القشتالى لدخول المدينة، وأطلقت المدافع فى قصر الحمراء طلقاتها إيذانا بالاستعداد للتسليم، ودخلت القوات المسيحية، واتجهت توا إلى قصر الحمراء، وما إن دخلت القوات حتى رفعت فوق برج القصر الأعلى صليبا فضيا كبيرا، وهو الذى كان يحمله الملك "فرديناند" خلال المعارك مع غرناطة، وأعلن المنادى بصوت قوى من فوق البرج أن غرناطة أصبحت تابعة للملكين الكاثوليكيين.
س/ ما أسباب سقوط غرناطة؟
ج: تعرضت الأندلس لفترات ضعف، وانحدار، وضياع، وتعد هذه الحالة التى مرت بها بلاد المسلمين من أهم أسباب انهيار الأندلس، منها تحالف بعض المعارضين مع جيوش القشتاليين، انشغال العلماء عن دورهم فى الإصلاح، تنازع ملوك الطوائف على الحكم، وانغماس الحكام فى الملذات والشهوات.
س/ ما النتائج التى ترتبت على سقوط حكم المسلمين فى غرناطة؟
ج: امتلاك الغرناطيين الشيء الكثير من الأسلحة التى نهبت بعد سقوطها، ولكن عدد الجيش الغرناطى أقل بكثير من من القوات التى حاصرتها مما أضعفهم أمام الحصار، حوت مدينة غرناطة كنوزًا هائلة، ففى مسجد غرناطة وحده كان هناك 300 مصباح من الذهب والفضة، قامت الحملة الصليبية على غرناطة بموافقة البابا إينوثينو الثامن وكانت من أسباب سقوط غرناطة، دمّرت معالم الحضارة الإسلامية فى غرناطة، فقام الكرينال خمنيس بجمع كل الكتب العربية التى ضمّت الفكر الإسلامي، وحرقها فى ميدان باب الرملة، باستثناء 300 كتاب فى الطب والعلوم.
س/ ما موقف المماليك الإسلامية الأخرى من سقوط آخر معاقل المسلمين فى الأندلس؟
ج: استنجد المسلمون فى الأندلس بعدة مماليك إسلامية، فاستنجدوا بالسلطان محمد الفاتح والذى لم يستجب لنداءات المسلمين، أما خليفته بايزيد فانخرط فى حربه ضد الدولة المملوكية، والأخيرة لم تستطيع أن تقوم برد استغاثة بسبب العدوان المتتالى والأخطار التى تتعرض لها من سلاطين العثمانيين، وقد استنزفت موارد المماليك وخزينتهم، فضلا عن أن أغلب جيوش المماليك كانوا على الجبهة أمام العثمانيين فى وسط وشرق الأناضول، ربما كان ملوك المغرب هما الذين قاموا بمحاولة نجدة غرناطة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق انتصارات، والسبب فى ذلك يرجع إلى أن المرينيين كانوا يقاتلون بإمكانياتهم الذاتية فقط ، بينما كان المرابطون والموحدون يقاتلون بإمكانيات المغرب العربى كله.