نلقى الضوء على كتاب "اليسار العربى فى أفوله" للكاتب سلامة كيلة، والذى يناقش أزمة اليسار العربى فى أربعة أجزاء هى: مشكلات اليسار العربى، الفلسطينى والعراقى والسورى نموذجا، وكشف حساب لسياساته، والماركسية والمهمات الديمقراطية فى الوطن العربى، وصولا إلى الجزء الأخير من الكتاب تحت عنوان: الماركسية. . المهمات الديمقراطية والثورة.
ويرى سلامة كيلة فى كتابه أن أزمة اليسار مسألة باتت قديمة، كون اليسار بات يتلاشى ويتحول إلى أحزاب هرمة ذات سياسات تميل إلى المهادنة والتكيف مع الأمر الواقع، والقبول بأقل القليل، ولكون اليسار قد تجاوز المبادئ التى تجعل منه يساراً، فسياساته المهادنة وقبوله بالأمر الواقع هما ما جعلاه يتجاوز المبادئ التى تجعله يساراً، وبالتالى سيأفل بسبب انزوائه خلف اليمين.
ويتناول فى كتابه سياسات وممارسات ورؤى لأحزاب وقوى وأشخاص لعبوا أدوارا فى تاريخ الحركة الشيوعية العربية والماركسية عموماً. انطلقت من تفكيك "البنية الذهنية" عبر البحث فى السياسات والمواقف، وكون أن مصدر هذه السياسات وتلك المواقف كان معرفياً، لكنه تداخل مع الطبقى، أو أنه جذب فئات وسطى ولم يجلب عمالاً وفلاحين فقراء فى الغالب، أو أن القطاعات العمالية والفلاحية التى انجذبت تكيّفت مع سياسة لم تكن تخدم مصالحها إلا بالمعنى الضيق، المتعلق بما هو مطلبى فى بعض المراحل.
ويلفت أيضا إلى أن العنوان الفرعى للكتاب وهو: نحو يسار جديد، وربما يكون الأدق: نحو شيوعية مناضلة. هو جهد المرحلة المقبلة. الجهد الذى يجب أن يبذل الآن وفى المرحلة المقبلة من أجل تحقيق الاستقلال والوحدة والتطور، فى مرحلة تشهد تخلخلاً فى الوضع الإمبريالي.