صدر حديثًا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، الترجمة العربية لرواية "تعاليم محارب النور" للروائى البرازيلى العالمى باولو كويلو، ترجمة ياسر شعبان، حيث نشرت فصول الرواية بالبرتغالية فى حلقات مسلسلة من خلال عمود بعنوان "مكتوب" فى صحيفة "سان باولو" البرازيلية، وتم جمعها فى كتاب نشر بالإنجليزية عام 2002، وعدته مجلة "التايم" واحدًا من أهم 5 كتب فى عام 2003.
الرواية تزخر بالعديد من الرسائل والنصائح وسلسلة من الأوصاف لاقتباسات من تاو تى تشينج، الإنجيل، كتاب تشوانج تزو، التلمود، أقوال المفكرين والحكماء والفلاسفة والفنانين والكتاب، والأمثال الشعبية والحكم من كل أنحاء العالم، وكتبت على شكل مقاطع فلسفية قصيرة.
بطل الرواية "محارب النور" يسعى إلى اكتشاف ذاته المنغمسة مع مظاهر الطبيعة، من خلال شعوره بخفايا الكون من حوله، حيث نقرأ الكثير من صفات الطفولة البريئة العفوية التى لا تعتمد فى أحكامها على الأدلة والبراهين أو دراسة مسبقة، كما أن هناك مزيجًا من صفات الإنسان البالغ الراشد الذى يعود فى صنع قراراته إلى مرجعية فلسفية أو نفسية أو اجتماعية أو دينية، وفى كلا الحالين محارب النور بطل شجاع فى ساحة المعركة، لن يخرج منها إلا منتصرًا نتيجة خبراته الحياتية واختباره جميع مراحل الحياة، متخطيا الصعوبات والتحديات الكبرى.
ويقول الناشر : للوهلة الأولى يتبادر إلى أذهاننا أننا أمام رواية تاريخية أو ملحمة عسكرية واقعية، فالمحارب العادى هو جندى يحمل سلاحًا يتواجد فى ميدان المعركة يحارب بأمر قادته، أما هنا فمحارب النور هو الإنسان الذى يمتلك طاقة هائلة، هو الشخص القادر على فهم معجزة الحياة، وفهم كيفية النضال من أجل ما يؤمن به حتى النهاية، وهو يمتلك روح التضحية ويحمل البراءة والمحبة، يفهم ما بين السطور فى رواية الحياة، يسمع أبعد من الأصوات، ويشعر أكثر من القدرة الشعورية العادية، وتعالج الرواية مختلف مواضيع ومناحى الحياة الصحيحة للفرد.
"تعاليم محارب النور" رواية عن فلسفة النفس واختبار الذات، وكيفية التواصل الإنسانى والذاتى مع الله والآخر، يظهر الكاتب فيه تصوفه وطريقة تواصله مع الله واندماجه مع الطبيعة الصامتة من حوله.